الأحد، 17 أكتوبر 2021

موسى شهوات ومن حياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

موسى شهوات

ومن حياة السلف نتعلم

قالوا : «أجد مَا لَا ‌أشتهي وأشتهي مَا لَا أجد»

والتشهي شهوة بعد شهوة، فهي شهاوى وهو ‌شهواني»

لا مانع من أن يشتهي المرء ، إلا أن يتحول إلى شهواني ففي ذلك شكل من أشكال الأمراض النفسية إن صح التعبير . ولا غرابة أن يسعى المرء لنيل ما يشتهي إن كانت الشهوة مشروعة ، أما أن تكون من إيحاء إبليس فتلك مودية إلى التهلكة.

فهناك من يشتهي المنصب وأخر لا يشبع من شهوة النساء . وأخرون شهوة في جمع المال .، وهناك من يشتهي الجنة وحياة صورة مؤدية إلى جهنم . ...و .. و... وأعجب ما في الأمر أن تنقلب الشهوة إلى أمنية من أحلام اليقظة .

فالشهوة لحظة من لحظات الضعف البشري، قد تعمي صاحبها عن مصارع الهلاك، وتجعله يرى السعادة في لجة الشقاء، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الْفَرَاشُ وَالْجَنَادِبُ يَقَعْنَ فِيهَا "، قَالَ: " وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا "، قَالَ: " وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي " .

موسى شهوات هو موسى بن يسار  مولى قريش، ويختلف في ولائه ، ويكنى أبا محمد، وشهوات لقب غلب عليه.

قال عمر بن شبّة  : إنما لقّب موسى شهوات لأنه كان سؤولا ملحفا، فكان كلّما رأى مع أحد شيئا يعجبه من مال أو متاع أو ثوب أو فرس ، تباكى، فإذا قيل له: ما لك؟ قال: أشتهي هذا؛ فسمّي موسى شهوات. قال: وذكر آخرون أنه كان من أهل أذربيجان وأنه نشأ بالمدينة وكان يجلب إليه القند والسكّر، فقالت له امرأة من أهله: ما يزال موسى يجيئنا بالشهوات؛ فغلبت عليه. وقال ابن الكلبي سمى بذلك لقوله:

لست منا وليس خالك منا ... يا مضيع الصلاة بالشهوات

قال رؤبة بن العجّاج : شهدت مجلس أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك وأتاه سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفّان، فقال: يا أمير المؤمنين، أتيتك مستعديا، قال: ومن بك؟ قال: موسى شهوات، قال: وماله؟ قال: سمّع  بي واستطال في عرضي، فقال: يا غلام، عليّ بموسى فأتني به فأتي به، فقال: ويلك! أسمّعت به واستطلت في عرضه؟ قال: ما فعلت يا أمير المؤمنين ولكنّي مدحت ابن عمّه فغضب هو، قال: وكيف ذلك؟ قال: علقت جارية لم يبلغ ثمنها

وروي عن لقيط قال: وقف موسى شهوات ليزيد بن خالد بن يزيد ابن معاوية على بابه بدمشق وكان فتى جواداً سمحاً فلما ركب وثب إليه وأخذ بعنان دابته وقال:

قم فصوت إذا أتيت دمشقاً: ... يا يزيد بن خالد بن يزيد

يا يزيد بن خالد إن تجبني ... يلقني طائري بنجم السعود

فأمر له بخمسة آلاف درهم وكسوة وقال له كلما شئت فنادنا فإنا نجيبك.

ترى هل تحول عندنا عودة الأمن والأمان إلى مجرد شهوة دون سابق عمل ؟

يا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

مسند الإمام أحمد (23/ 166)

الكامل في اللغة والأدب (2/ 199)

الأغاني (3/ 244)

المستجاد من فعلات الأجواد – القاضي التنوخي(ص: 63)

سمط اللآلي في شرح أمالي القالي (1/ 807)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق