الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

لكُلِّ ساقِطَةٍ لاقِطَة ومن البلاء تتبع عثرات الناس

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لكُلِّ ساقِطَةٍ لاقِطَة

ومن البلاء تتبع عثرات الناس

والمثل السابق يقول : أن لكل كلمةٍ رديئةٍ دنيئةٍ من يحفظها ، والله نسأل العصمة بمنِّه وفضله. فالساقطة من الكلام لها لاقطة من الناس. قال الأصمعي: وغيره: الساقطة الكلمة التي يسقط بها لإنسان، أي لكل كلمة يخطئ بها الإنسان من يحفظها فيحملها عنه. ويقال: تكلم فلان فما سقط بحرفٍ وما أسقط حرفاً أي لم يخطئ. واللاقطة: أراد لاقطاً أي آخذاً حاملاً. ورحم الله القائل :

لِكُلِّ سَاقِطَةٍ فِي الْحَيِّ لاقِطَةٌ ... وَكُلُّ بَائِرَةٍ يَوْمًا لَهَا سُوقُ

قال الحجاج لابن القرية  : من شر الناس؟ قال: الذي يطلب عثرات الناس وهو مصر على الذنوب.

عليك نفسك فتش عن معايبها ... وخل عن عثرات الناس للناس

فإن كانت الأجسام منا تباعدت ... فإن المدى بين القلوب قريب

واليوم نعيش زمناً اللاقطة : أناس كالحرباء كل يوم بل كل ساعة بلون خشية أن ينكشفوا فتزدريهم الناس يشغلون الناس بعيوب الناس ولا عصمة إلا لمن عصمه الله – فلا عمل كذا . وفلان ماضيه كذا – وينسى أنه يتقلب مع تقلب المصلحة ، يعيب حتى من كان قبل زمن يناصره . قال الله تعالى : مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَ‌ٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَـٰؤُلَاءِ  وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿١٤٣﴾ سورة النساء . لربما كان هؤلاء تحت قول الله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ  وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٩﴾سورة النور عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللَّهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ» ورحم الله القائل

أم هل يفيدك أن تعاتب مولعا ... بتتبّع العثرات غير مراقب

جعل اعتراضك للسّفاهة ديدنا ... والذئب ديدنه اعتراض الراكب

ومن كان سبباً في بلائنا شأنه تتبع العورات وكشف ستر الناس يدعي بذلك الخير ويبتغي الأجر ، والناس في حاجة لمن يؤلف بين قلوبها عسا الله أن يرفع البلاء عنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

مسند الإمام أحمد (37/ 88)

الفاخر – ابن عاصم(ص: 109)

المحاسن والمساوئ – إبراهيم البيهقي(ص: 167)

جمهرة الأمثال – ابن مهران (2/ 207)

دمية القصر وعصرة أهل العصر – الباخرزي (1/ 122)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق