السبت، 22 أغسطس 2015

إن قدر لك ان تكون عينا تحرس في سبيل الله

إن قدر لك أن تكون عيناً تحرس في سبيل الله
فأنت إذن عُدت مؤتمن على نفوس المسلمين وأموالهم وأعراضهم
حدثني عن نفسك
أقول كيف ستقضي نوبة حراستك ؟
بسماع أغنية ؟!، أم بتأمل الطبيعة أمامك ؟ ، وربما كان هاتفك المحمول سبيل لمضيعة الوقت
اذكرك فأنت ترقب عدوا محتملا ، والله يرقب فيك ما أنت مؤتمنٌ عليه
وأنا سأحدثك عن صحابيين أديا الأمانة على أكملها
ولا تسبقني وتقول ( يا أخي أولئك من الصحابة )
أقل لك تريث يا أخي فوالله لم تقم الساعة ، ولم تُضَيَّع الأمانة
فهناك صدقني صحابيون يعيشون بيننا وإن لم يقدر لهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ومعايشته
والقصة مدونة في كتب التاريخ والسيرة وعند أصحاب السير
فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ ، فَأَصَابَ رَجُلٌ امْرَأَةَ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَافِلًا، أَتَى زَوْجُهَا وَكَانَ غَائِبًا، فَلَمَّا أُخْبِرَ الْخَبَرَ، حَلَفَ لَا يَنْتَهِي حَتَّى يُهَرِيقَ فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ دَمًا، فَخَرَجَ يَتْبَعُ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا
فَقَالَ: مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤُنَا لَيْلَتَنَا؟ فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ.
فَقَالَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
قَالَ: فَكُونَا بِفَمِ الشِّعْبِ مِنَ الْوَادِي. وَهُمَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، فَلَمَّا خَرَجَا إِلَى فَمِ الشِّعْبِ قَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلْمُهَاجِرِيِّ: أَيُّ اللَّيْلِ أَكْفِيَكَهُ ; أَوَّلَهُ أَمْ آخِرَهُ؟ قَالَ: بَلِ اكْفِنِي أَوَّلَهُ.
فَاضْطَجَعَ الْمُهَاجِرِيُّ فَنَامَ، وَقَامَ الْأَنْصَارِيُّ يُصَلِّي.
قَالَ: وَأَتَى الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَأَى شَخْصَ الرَّجُلِ، عَرَفَ أَنَّهُ رَبِيئَةُ الْقَوْمِ ( حارسهم ) ، فَرَمَى بِسَهْمٍ فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَانْتَزَعَهُ وَوَضَعَهُ، وَثَبَتَ قَائِمًا.
قَالَ: ثُمَّ رَمَى بِسَهْمٍ آخَرَ فَوَضَعَهُ فِيهِ. قَالَ: فَانْتَزَعَهُ، فَوَضَعَهُ وَثَبَتَ قَائِمًا.
قَالَ: ثُمَّ عَادَ لَهُ بِالثَّالِثِ، فَوَضَعَهُ فِيهِ فَنَزَعَهُ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ ( سبحان الله لم يقطها هكذا بل ركع وسجد )، ثُمَّ أَهَبَّ صَاحِبَهُ
فَقَالَ: اجْلِسْ فَقَدْ أُثْبِتُّ.
قَالَ: فَوَثَبَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَآهُمَا الرَّجُلُ، عَرَفَ أَنَّهُ قَدْ نَذِرَا بِهِ، فَهَرَبَ.
قَالَ: وَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالْأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَفَلَا أَهْبَبْتَنِي أَوَّلَ مَا رَمَاكَ؟ ! قَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا، فَلَمَّا تَابَعَ عَلَيَّ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَآذَنْتُكَ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِهِ، لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِذَهَا.»
- الكامل في التاريخ – ابن الأثير(2/ 62)
- تاريخ الطبري (2/ 555)
- البداية والنهاية – ابن كثير (5/ 566)
• وبالمناسبة لم يمت سيدنا عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ رضي الله عنه ، وأضيف ونحن في المعرة نفخر بأن حفيد عمار بن ياسر رضي الله عنه ( واسمه محمد ) مدفون فيها وقدم إليها من مصر ، وقبره رحمه ثابت تاريخيا وهو لا يبعد عن بيتي سوى أمتار قليلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق