الأحد، 2 أغسطس 2015

نبوءة عودة بيت المقدس من يد الفرنجة

نبوءة عودة بيت المقدس من يد الفرنجة
هكذا تنبأ أبو الحكم ابن بَرَّجَان
وتحققت النبوءة وفي السنة التي حددها عادت القدس للمسلمين
اقرؤوا تفسيره (تنبيه الأفهام إلى تدبر الكتاب الحكيم وتعرف الآيات والنبأ العظيم) لسورة الروم والجزء الرابع منه وفي الصفحة 326 من الجزء الرابع لتتحققوا من ذلك
وعليكم أن تقرؤوا معه كتاب عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية لأبي شامة لتزدادوا عجبا بمن هم أسلافنا
يقول ابن أبي شامة : محدثا عن هموم نور الدين زنكي رحمه الله تعالى رَحمَه الله فقد عرف بِنور فراسته بفتح الْبَيْت الْمُقَدّس من بعده فَأمر فِي حلب باتخاذ مِنْبَر للقدس تَعب النجارون والصناع والمهندسون فِيهِ سِنِين وأبدعوا فِي تركيبه الإحكام والتزيين وَأنْفق فِي إبداع محاسنه وإبداء مزاينه ألوفا وَكَانَ لترديد النّظر فِيهِ على الْأَيَّام ألوفا وَبَقِي ذَلِك الْمِنْبَر بِجَامِع حلب مَنْصُوبًا سَيْفا فِي صوان الْحِفْظ مقروبا حَتَّى أَمر السُّلْطَان صلاح الدين بِالْوَفَاءِ بِالنذرِ النوري وَنقل الْمِنْبَر إِلَى مَوْضِعه الْقُدسِي فَعرفت بذلك كرامات نور الدّين الَّتِي أشرق نورها بعده بسنين قلت وَهَذَا الَّذِي نسب إِلَى نور الدّين رَحمَه الله من أَنه كَرَامَة من كراماته لَائِق بمحله ومنزلته من الدّين وَلَيْسَ بالبعيد من مثل ذَلِك
وَكَانَ رَحمَه الله قد بَدَت لَهُ مخايل ذَلِك بِمَا تسنى لَهُ من فتح الْبِلَاد الشامية والمصرية وقهر الْعَدو فيها وَكَانَ فتح الْقُدس فِي همته من اول ملكه ، فَإِن لم يكن حصل لَهُ مُبَاشرَة فقد حصل لَهُ تسببا فَإِن الفاتحين لَهُ رَحِمهم الله بنوا على مَا أسسه لَهُم من الْملك وَالتَّدْبِير وهم أمراؤه وَأَتْبَاعه وأجناده وأشياعه
ويتابع ابن أبي شامة قوله ثمَّ يحْتَمل أَن يكون رَحمَه الله وقف على مَا ذكره أَبُو الحكم بن برجان الأندلسي فِي تَفْسِيره فَإِنَّهُ أخبر عَن فتح الْقُدس فِي السّنة الَّتِي فتحت فِيهَا وَعمر نور الدّين إِذْ ذَاك إِحْدَى عشرَة سنة
ويتابع القول وَقد رَأَيْت أَنا ذَلِك فِي كِتَابه ، ذكر فِي تَفْسِير أول سُورَة الرّوم أَن الْبَيْت الْمُقَدّس سيبقى يبْقى بِأَيْدِي الروم إِلَى سنة خمس مئة وَثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة قَالَ وَنحن فِي عَام اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخمْس مئة فَلم يستبعد نور الدّين رَحمَه الله لما وقف عَلَيْهِ أَن يَمْتَد عمره إِلَيْهِ فَهَيَّأَ أَسبَابه حَتَّى مِنْبَر الخطابة فِيهِ تقربا إِلَى الله تَعَالَى بِمَا يبديه من طَاعَته ويخفيه
وَهَذَا الَّذِي ذكره أَبُو الحكم الأندلسي فِي تَفْسِيره من عجائب مَا اتّفق لهَذِهِ الْأمة المرحومة وَقد تكلم عَلَيْهِ شَيخنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد فِي تَفْسِيره الأول فَقَالَ وَقد وَقع فِي تَفْسِير أبي الحكم الأندلسي فِي أول سُورَة الرّوم إِخْبَار عَن فتح الْبَيْت الْمُقَدّس وَأَنه ينْزع من أَيدي النَّصَارَى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة
ويفتح بيت المقدس على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي في نفس السنة التي حددها ابن برجان وقد توفي هو ونور الدين الزنكي رحمهم الله تعالى
لا تستغربوا لقد كان الأمر في تحديد سنة الفتح حسابيا لا أكثر
==============
- عيون الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية – ابن أبي شامة(3/ 394)
في القصة عبر كثيرة
منها
- فهم أسلافنا لكتاب الله تعالى
- شكل التربية التي كان عليها أبناء الأمة فطفل تصل سعة اطلاعه أن يقرأ كتبا من أقصى الأندلس
- هذا الترابط العجيب بين أبناء الأمة شرقها وغربها على اتساع مساحتها بين حدود الصين شرقا والأندلس غربا وفي وقت لا نت ولا هاتف ، ولا ، ولا
ونحن ! وماذا نحن ؟ وكيف نحن ؟ وإلى أين نحن ؟
يسر الله لهذه الأمة الرشاد والسداد
ابن بَرَّجَان
(000 - 536 هـ = 000 - 1141 م)
عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي الإشبيلي، أبو الحكم: متصوف، من مشاهير الصالحين. له كتاب في " تفسير القرآن ، وأكثر كلامه فيه على طريق الصوفية لم يكمله، و " شرح أسماء الله الحسنى و توفي بمراكش في المغرب الأقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق