السبت، 1 أغسطس 2015

من يعمل سوءا يجز به

كَيْفَ الصَّلاح بَعْدَ هذه الآية
{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
سؤال لا بد أنه أدخل الخشية والخوف من الله لقلب سيدنا أبي بكر رضي الله عنه
وهو ضامن الجنة
بطاقة للجنة كانت شهادة المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو لا ينطق عن الهوي
ومع ذلك فهؤلاء قوم لهم في عبادة ربهم شأن خاص
لقد تخاصم أهل الأديان فقال أهل التوراة: كتابنا أول كتاب وخيرُها، ونبينا خيرُ الأنبياء! وقال أهل الإنجيل نحوًا من ذلك، وقال أهل الإسلام: لا دين إلا دين الإسلام، وكتابنا نَسَخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم! فقضى الله بينهم
فقال:"ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به"، ثم خَّير بين أهل الأديان ففضل أهل الفضل فقال:"ومن أحسن دينًا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن" إلى قوله:"واتخذ الله إبراهيم خليلا".
ومع هذا التوضيح من رب العزة جل جلاله
يدرك سيدنا أبو بكر رضي الله عنه أن الجزاء لا بد صالح
فيقول رضي الله عنه بعد نزول الآية الكريمة متوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله ، إنا لنؤاخذ بكل ما نعمل؟ وكَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ؟
فقال الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم : ((يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ أليس تمرض؟ أليس تحزن؟ أليس تصيبك اللأواء؟ فذلك ما تجزون به في الدنيا)) .
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهذا ما تجزون به يعني جميع ما يصيبك من سوء يكون كفارة لك
ويوضح لنا الحسن البصري رحمه الله تعالى أؤلئك الذين يتجاوز عن سيئاتهم  أو يعاقبهم بقوله :
إِنَّمَا ذَاكَ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَوَانَهُ، فَأَمَّا مَنْ أَرَادَ اللَّهُ كَرَامَتَهُ، فَإِنَّهُ يَتَجَاوز عَنْ سَيِّئَاته، وَعْدَ الصدق الذي كانوا يوعدون.
التفسير من سنن سعيد بن منصور - محققا (4/ 1391)
تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (1/ 408)
تفسير الطبري (6/ 117)
تفسير الطبري (9/ 230)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق