السبت، 15 أغسطس 2015

لمن ظن انه رأى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام

لمن ظن أنه رأى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام
سواء كان صورة أو رأي العين أقول :
ذلك ظن وليس حقيقة
وآخر عهد للناس برؤيته كان في عهد السلطان الأشرف قايتباي وبعد أن أنهى احتياج المسجد النبوي من العمارة ، اقتضى رأيه تجديد رخام الحجرة الشريفة وفوّض للشمس بن الزمن النظر في ذلك عام أحد وثمانين وثمانمائة وقبيل الانتهاء يقول علي بن عبد الله بن أحمد الحسني السمهودي بعث إليّ متولي العمارة ألا تشرف بمشاهدة وضع الحجرة الشريفة فحثني داعي الشوق إلى الإجابة وبلغ الوجد مني مبلغا أتم نصابه ولله در القائل أتم نصابه ولله در القائل
ولو قيل للمجنون أرض أصابها ... غبار ثرى لبلى لجدّ وأسرعا
فتوجهت مستحضرا عظيم ما توجهت إليه ومتوقع المثول ببيت أوسع الخلق كرما وعفوا وذلك هو المعوّل عليه ولله در القائل
عصيت فقالوا كيف تلقى محمدا ... ووجهي بأثواب المعاصي مبرقع
عسى الله من أجل الحبيب وقربه ... يداركني بالعفو فالعفو أوســــــع
وسألت الله تعالى أن يمنحني حسن الأدب في ذلك المحل العظيم ويلهمني ما يستحقه من الإجلال والتعظيم وأن يرزقني منه القبول والرضا ولتجاوز عما سلف ومضى فاستأذنت ودخلت من مؤخر الحجرة ولم أتجاوزه فشممت رائحة عطرة ما شممت مثلها قط فلما قضيت من السلام والتشفع والتوسل الوطر متعت عيني من تلك الساحة بالنظر لا تحف بوصفها المشتاقين وأنشر من طيب أخبارها في المحبين
وكان صهر متولي العمارة حنفيا فجعلها مسنمة وأكثروا في ذلك المحل من البخور بالعود والعنبر وغيرهما من أنواع الروائح وعرف المحل الشريف على ذلك كله راجح فائح ولله در القائل
بطيب رسول الله طاب نسيمها ... فما المسك ما الكافور ما المندل الرطب
وألقى جماعة من الناس أوراقا كتبوا فيها التشفع بالحبيب الشفيع صلى الله عليه وسلم ومآرب سألوها ثم سدّوا الخوخة المذكورة ونصبوا بأعلى القبة هلالا من نحاس ، يقرب من سقف المسجد فإن القبة المذكورة تحته ثم سدوا ما هدموه من الجدار الظاهر وأنا حاضر وحضرت في بعض بناء الحجرة متبركا بالعمل فيه ولم أحضر غير ذلك طلبا للسلامة وأنشدت في ذلك المحل الشريف قصيدتي التي تطفلت بها على واسع كرم الجناب الرفيع الحبيب الشفيع الحال بهذا الحمى المنيع التي أوّلها
قف بالديار لحيّ في ذرى الحرم ... وحيّ هذا المحيا من ذوي أضم
وكان ختم هذا البناء في يوم الخميس سابع شوّال عام أحد وثمانين وثمانمائة
خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى - علي بن عبد الله بن أحمد الحسني السمهودي المتوفى: 911هـ (2/ 167)
- ولم يصح بعدها أن فتحت الحجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق