الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

وجه من وجوه البلاء الذي نحن فيه ومن حياة السلف نتعلم

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

نكره الضيف وزواته

وجه من وجوه البلاء الذي نحن فيه

ومن حياة السلف نتعلم

مثل شعبي يختص بفئة من الناس دلالته لا تحتاج لتفسير ، فالكرم ممدوح إنسانيا والبخل مذموم كذلك وقد قالوا : البخل مذموم وضده الكرم محمود ، والتبذير مذموم وضده الاقتصاد محمود . ومن جميل قول الإمام الغزالي : المال خلق لحكمة ومقصود وهو صلاحه لحاجات الخلق ويمكن إمساكه عن الصرف إلى ما خلق للصرف إِلَيْهِ وَيُمْكِنُ بَذْلُهُ بِالصَّرْفِ إِلَى مَا لَا يَحْسُنُ الصَّرْفُ إِلَيْهِ وَيُمْكِنُ التَّصَرُّفُ فِيهِ بِالْعَدْلِ وَهُوَ أَنْ يُحْفَظَ حَيْثُ يَجِبُ الْحِفْظُ وَيُبْذَلَ حَيْثُ يَجِبُ الْبَذْلُ .فَالْإِمْسَاكُ حَيْثُ يَجِبُ الْبَذْلُ بخل والبذل حيث يجب الإمساك تبذير . وبينهما وسط وهو الْمَحْمُودُ وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ السَّخَاءُ وَالْجُودُ عِبَارَةً عَنْهُ إِذْ لَمْ يُؤْمَرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِالسَّخَاءِ وَقَدْ قِيلَ له وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تبسطها كل البسط وَقَالَ تَعَالَى وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً فَالْجُودُ وَسَطٌ بَيْنَ الْإِسْرَافِ وَالْإِقْتَارِ وَبَيْنَ الْبَسْطِ وَالْقَبْضِ وَهُوَ أَنْ يُقَدَّرَ بَذْلُهُ وَإِمْسَاكُهُ بِقَدْرِ الواجب ولا يكفي أن يفعل ذلك بجوارحه ما لم يكن قَلْبُهُ طَيِّبًا بِهِ غَيْرَ مُنَازِعٍ لَهُ فِيهِ .

نزل بأبي البختري وهب بن وهب القرشي  ضيف، فسارع إلى إنزاله عبيده وخدمه، وخدموه أحسن خدمة، وفعل به هو كل جميل. فلما هم بالرحيل لم يقربه أحد منهم وتحاموه، فأنكر ذلك، فقالوا: نحن إنما نعين النازل على الإقامة ولا نعينه على الرحيل. فبلغ ذلك أحد القرشيين فقال: لفعل هؤلاء العبيد أحسن من رفد سيدهم.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ـــــــــــــــــــــ

إحياء علوم الدين – الإمام الغزالي (3/ 259)

ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (4/ 375)

s1a3b7i7ha13777

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق