السبت، 31 أغسطس 2024

بمقتله قتل المسلمون أيام الحروب الفرنجية الصليبية عماد الدين زنكي الشهيد

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بمقتله قتل المسلمون أيام الحروب الفرنجية الصليبية

عماد الدين زنكي الشهيد

حين تتسلط النزوة على حياة المرء ، ليكون الهوى قائدا ومسيراً ، لا تحدثني عن النتائج فهي لا بد كارثية تتجاوز في تأثيرها المكان والزمان ، ويتسع أثرها ليشمل كل أثر خيّر ، ولربما نحن اليوم في هكذا أيام دمرت الأهواء الوطن ، والكل يدعي الصلاح ويلبس فعله ما يتسر مبتغاه من سوء . لقد كان عماد زنكي بؤرة الضوء في إنهاء الغزو الفرنجي للشام ومصر ، فهو والد سادس الخلفاء الرشدين ، وكان رحمه الله حَسَن الصّورة، أسمر، مليح العينين، قد وَخَطَه الشَّيْب، وزاد عمره عَلَى السّتّين، وكان صغيرا لمّا قُتِلَ أَبُوهُ. وكان شديد الهَيْبة عَلَى عسكره ورعيّته، وكانت البلاد خرابا من الظُّلم ومجاورة الفرنج، فعمَّرها. وكان شديد الغيرة لاسيما على نساء الأجناد، ويقول: إنْ لم نحفظْهُنّ بالهيبة، وإلّا فَسَدْن، لكثرة غَيْبة أزواجهنّ.

نزل أتابَك زنكيّ عَلَى حصن جَعْبر المُطِلّ عَلَى الفُرات، يوم الثلاثاء ثالث ذي الحجة فأقام عليها إلى ليلة الأحد سادس شهر ربيع الآخر نصف الليل من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وقاتَله مَن بها، فلمّا طال أرسل إلى صاحبها ابن مالك العُقَيليّ رسالة مَعَ الأمير حسّان المَنْبِجيّ، لمودَّةٍ بينهما في معنى تسليمها، ويبذل لَهُ القطاع والمال، ويتهدّده إن لم يفعل، وكان مقتله ليلتها قتله يرنقش الخادم، كان يهدده في النهار، لشراب وجده عليه وجماعة معه ، فخاف منه فقتله في الليل في فراشه.

فنام فأجمعوا على قتله، وجاء يرثقش إلى تحت القلعة، فنادى أهل القلعة: شيلوني فقد قتلت أتابك. فقالوا له: اذهب إلى لعنة الله، فقد قتلت المسلمين كلهم

يقول ابن الأثير : حدَّثني أَبِي، عَنْ بعض خواصّه قَالَ: دخلت إِلَيْهِ في الحال وهو حيّ، فظنّ أَنّى أريد قتْله، فأشار إليَّ بإصبعه يستعطفني، فقلت: يا مولانا مَن فعل هذا؟ فلم يقدر عَلَى الكلام، وفاضت نفسه.

وقال ابن العديم سمعت والدي رحمه الله يقول: أن حارس أتابك كان يحرسه في الليلة التي قتل فيها بهذين البيتين:

يا راقد الليل مسرورا بأوله ... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

لا تأمنن بليل طاب أوله ... فرب آخر ليل أجج النارا

جزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج الشام وأهل الشام

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الكامل في التاريخ – ابن الأثير (9/ 142)

بغية الطلب فى تاريخ حلب (8/ 3855)

تاريخ الإسلام - الذهبي (37/ 64)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق