صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
السارق من السارق كالوارث من أبيه
قصة جرت معي ومن حياة السلف قصة
مبدأ يَجِبُ التَّحْذِيرُ مِنْه مَثَل هو مثل طريف منتشر بلاد
الشام يشير إلى فئة من الناس تبرر الجرائم والسرقات وتبرئ الجناة، فالسارق مادام
استحل أموالاً ليست ملكه، فسرقته حلال، بل هي في مرتبة الميراث!
أمر يثير الدهشة وما تراه أمامك كم هائل من أبواب الحديد وما
شاكلها منتزعة ، أدوات منزلية سيارات – وطالعوا اسم للمسروق منها ( لفة ) تباع .
الله وحده هو أعلم صحابها .
منذ أكثر من عقدين ونصف عرضت الدولة بيع عدد من الدراجات
النارية المحجوزة ، ففكرت في شراء إحداها
، اعترضت زوجتي رحمها الله على الأمر وقالت هذه الدرجات مغصوبة ولا شك أن أصحابها
لا يفتر دعاؤهم ليل نهار على من سلبها منهم . لم أكترث واشتريت ، واشهد الله فلم
تمضي أيام حتى تعرض ابني لحادث عليها أنجاه الله ، وبعد ذلك بأيام ابني الآخر صدم
واجهة محل زجاجية كلفني إعادتها الكثير ، وأخيرا ومعي وكما يقال – كربج الموتور –
وبعته بربع ثمنه ، وكانت الكلفة أكثر من ثمن دراجة جديدة.
قال ابن أبي ليلى: إنّي لأساير رجلا من وجوه أهل الشّام، إذ
مرّ بحمّال معه رمّان، فتناول منه رمّانة فجعلها في كمّه. فعجبت من ذلك، ثمّ رجعت
إلى نفسي وكذّبت بصرى، حتّى مرّ بسائل فقير، فأخرجها فناوله إيّاها.
قال: فعلمت أنّي رأيتها فقلت له: رأيتك قد فعلت عجبا. قال:
وما هو؟ قلت: رأيتك أخذت رمّانة من حمّال وأعطيتها سائلا؟ قال: وإنّك ممّن يقول
هذا القول؟
أما علمت أنّي أخذتها وكانت سيّئة وأعطيتها فكانت عشر حسنات؟
قال: فقال ابن أبي ليلى: أما علمت أنك أخذتها فكانت سيّئة وأعطيتها فلم تقبل منك؟!
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــــــــــــــ
الحيوان - الجاحظ(3/ 8)
ربيع الأبرار ونصوص الأخيار – الزمخشري (2/ 29)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق