الخميس، 11 يوليو 2024

بالعدل سِدنا الناس ، والظلم سر ما نحن به من بلاء ومن صور تاريخ المشرق إنصاف الخليفة المأمون امرأة من ابنه

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بالعدل سِدنا الناس ، والظلم سر ما نحن به من بلاء

ومن صور تاريخ المشرق إنصاف الخليفة المأمون امرأة من ابنه

بالعدل سِدنا الناس والظلم سر ما نحن به من بلاء

ومن صور تاريخ المشرق إنصاف الخليفة المأمون امرأة من ابنه

المصيبة ليست في ظلم الأشرار، بل الأمرُّ في صمت الأخيار ، وقد قيل : يوم العدل على الظالم يكون أصعب كثير من يوم الظالم للمظلوم. وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ، قَالَ: " بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الْحَرْبِ، وَكَانَ عُبَادَةُ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوا فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ،: فِي السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا، وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَلَا نُنَازِعُ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ "

قعد المأمون للمظالم ذات يوم فلم يزل قاعداً إلى أن قلنا قد فاتته الصلاة، فكان آخر من دعي امرأة فقالت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فنظر المأمون إلى يحيى بن أكثم فقال: وعليكِ السلام، تكلمي يا أمة الله. فقالت:

يا خير منتصفٍ يُهدى به الرشد ... ويا إماماً به قد أشرق البلد

أشكو إليك عقيد الملك أرملةً ... عدا عليها فلا تقوى به الأسد

فابتز مني ضياعي واستبد بها ... ففارق العيش مني الأهل والولد

فقال المأمون:

في دون ما قلت عيل الصبر والجلد ... وقد تقطّع مني القلب والكبد

هذا أوان صلاة الظهر فانصرفي ... وأحضري الخصم في اليوم الذي أعد

والمجلس السبت إن يُقض الجلوس لنا ... ننصفك فيه وإلا المجلس الأحد

قال: فانصرفت فلما كان يوم الأحد جلس فكان أول من دعا به المرأة، فسلمت فرد المأمون عليها السلام وقال: أين الخصم، رحمك الله؟ قالت: هو واقف على رأسك وقد حيل بيني وبينه. وأومأت إلى العباس ابنه. فقال: يا أحمد بن أبي خالد خذ بيده فأقعده معها. قال: ففعل ذلك. فجعلت تعلو على العباس بصوتها وتقول: ظلمتني واعتديت عليّ وأخذت ضيعتي. فقال لها أحمد: ما هذا الصياح؟ إنك بين يدي أمير المؤمنين تناظرين الأمير! فقال المأمون: دعها يا أحمد فإن الحق أنطقها والباطل أخرسه. فلم يزالا يتناظران حتى حكم المأمون لها برد ضيعتها ثم قال: يا أحمد اردد عليها ما جباه العباس من ضيعتها وادفع إليها عشرة آلاف درهم ترمّ بها ما أراه من سوء حالها واكتب إلى والينا وقاضينا بإرفاقها والنظر في أمرها وأوغر لها خراج ضيعتها بالشيء الطفيف وليكن ذلك في يومنا هذا. فما برحت حتى قضيت حوائجها وخرجت.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــــ

مسند الإمام أحمد (37/ 373)

المحاسن والمساوئ – محمد البيهقي(ص: 212)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق