الخميس، 4 يوليو 2024

شذرات من حياة الإمام الأعظم النُّعْمَان بن ثَابت أَبُو حنيفَة رحمه الله مَا رُوِيَ فِي حسن جوَار أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

 إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

شذرات من حياة الإمام الأعظم النُّعْمَان بن ثَابت أَبُو حنيفَة رحمه الله

مَا رُوِيَ فِي حسن جوَار أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ

كَانَ لأبي حنيفَة جَار إسكاف وَكَانَ كثيرا مَا يعْمل بِاللَّيْلِ وينشد هَذِه الأبيات

ويرددها

أضاعوني وَأي فَتى أضاعوا ... ليَوْم كريهة وسداد ثغر

(كَأَنِّي لم أكن فيهم وَسِيطًا ... وَلم تَكُ نسبتي فِي آل عَمْرو

أجرر فِي المجامع كل يَوْم ... فيالله من ظلمي وصبري

وَكَانَ أَبُو حنيفَة يقوم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فَيسمع صَوته يردد هَذِه الأبيات فَفَقدهُ لَيْلَة أَو لَيْلَتَيْنِ فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل أَخذه السُّلْطَان وحبسه فَصَارَ أَبُو حنيفَة إِلَى الْوَالِي يشفع فِيهِ وَقَالَ لَهُ جاري وَله حق الْجوَار قد أَخذه العسس قَالَ فَمَا اسْمه قَالَ لَا أعلم غير أَنه إسكاف فَقَالَ الْوَالِي اطلقوا لأبي حنيفَة كل من أَخذ اللَّيْلَة فَلَمَّا أَطْلقُوهُ جَاءَ الإسكاف إِلَى أبي حنيفَة يشكره فَقَالَ لَهُ أَبُو حنيفَة يَا فَتى مَا أضعناك

وقَالَ أَبَا يُوسُف يَقُول كَانَ أَبُو حنيفَة لَا يكَاد يسْأَل حَاجَة إِلَّا قَضَاهَا فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ لَهُ إِن لفُلَان عَليّ خَمْسمِائَة دِرْهَم وَأَنا مضيق فسله يصبر عَليّ ويؤخرني بهَا فَكلم أَبُو حنيفَة صَاحب المَال فَقَالَ صَاحب المَال هِيَ لَهُ قد أَبرَأته مِنْهَا فَقَالَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحق لَا حَاجَة لي فِيهَا فَقَالَ أَبُو حنيفَة لَيست الْحَاجة لَك إِنَّمَا الْحَاجة لي ولي قضيت

أخبار أبي حنيفة وأصحابه - أبو عبد الله الصَّيْمَري (ص: 51)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق