الثلاثاء، 23 يوليو 2024

الحجّاب ربما كانوا من أسباب البلاء ومن حياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الحجّاب ربما كانوا من أسباب البلاء

ومن حياة السلف نتعلم

سألنا مدير تربية إدلب مرة هل من طلب عام ؟ رفعت يدي وقلت نعم ، هل من الممكن أستاذ أن تستبدل حاجبكم ؟ فابتسم . وتابعت فجفاؤه وغلظته عجيبة – قال المجتمعون – إي والله يا أستاذ . استمرت ابتسامته وخرج .

وقف عبد الله بن العباس بن الحسين العلوىّ على باب المأمون يوما، فنظر إليه الحاجب ثم أطرق؛ فقال عبد الله لقوم معه: إنه لو أذن لنا لدخلنا، ولو صرفنا لانصرفنا، ولو اعتذر إلينا لقبلنا، فأمّا الفترة بعد النّظرة، والتوقّف بعد التعرّف، فلا أفهمه، ثم تمثّل:

وما عن رضا كان الحمار مطيّتي ... ولكنّ من يمشى سيرضى بما ركب

وانصرف؛ فبلغ المأمون كلامه، فصرف الحاجب وأمر لعبد الله بصلة جزيلة وعشر دوابّ. وحجب بعض الهاشميّين فرجع مغضبا فردّ فلم يرجع، وقال: ليس بعد الحجاب إلا العذاب، لأن الله تعالى يقول: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ.

وكان سعيد بن عتبة بن حصين إذا حضر باب أحد من السلاطين جلس جانبا؛ فقيل له: إنّك لتتباعد من الآذن جهدك؛ فقال: لأن أدعى من بعيد خير من أن أقصى من قريب. قال بعض الشعراء:

رأيت أناسا يسرعون تبادرا ... إذا فتح البوّاب بابك إصبعا

ونحن جلوس ساكنون رزانة ... وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل  الشام

ـــــــــــــ

نهاية الأرب في فنون الأدب - النويري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق