الأحد، 14 يوليو 2024

ثيران تكسب حرباً والغفلة عن واقع نعيش فيه سر دوام بلائنا انتصر هينبعل . وازدادت غفلة أعرابي

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ثيران تكسب حرباً والغفلة عن واقع نعيش فيه سر دوام بلائنا

انتصر هينبعل . وازدادت غفلة أعرابي

نتحلى بما صنع أسلافنا وننسى أن أجادوا إلا أنهم ذهبوا ، وربما أنهم عادوا لتبرؤا منا ، الابتداع إِيجَاد مَا لم يسْبق الى مثله يُقَال أبدع فلَان إِذا أَتَى بالشَّيْء الْغَرِيب وأبدعه الله فَهُوَ مبدع وبديع وَمِنْه قَوْله تَعَالَى (بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض) ويمكن تعريف الإبداع بأنه استخدام الخيال في إيجاد حلول مبتكرة وإقامة روابط بين الأشياء التي تبدو مختلفة تمامًا، والنظر إلى العالم بطرق مختلفة وجديدة، إذ تساعد هذه المهارة على تحويل الأفكار الخيالية إلى واقع ملموس، تساهم بشكل فعال في حل المشكلات. ومن المعلوم أن العقل يمتلك القدرة على التفكير الإبداعي حين يستقل التفكير فتكون له بذلك فلسفته الخاصة به، وهذا ما يسهل عملية اتصال الإبداع بالعقل . فلقد زعموا أن مغفلًا كان يرى امرأته تضرم الحطب فتنفخ فيه حتى يشتعل، فاحتاج يومًا في بعض شأنه إلى نار، ولم تكن امرأته في دارها فجاء بالحطب وأضرم فيه وجعل ينفخ، وكان الحطب رطبًا فدخن ولم يشتعل، ففكر المغفل قليلًا ثم ذهب فلبس ثوب امرأته وعاد إلى النار، وكان الحطب قد جف فلم يكد ينفخ حتى اشتعل وتضرم؛ فأيقن المغفل أن النار تخاف امرأته ... وأنها لا تتضرم إلا إذا رأت ثوبها!

اكتشف القائد القرطاجي المشهور هينبعل حين انسدل الظلام أن العدو معسكر في واد عميق ونيرانه موقدة ، فعلم أن هذا العدو لا يخشى هجوما ليلاً عليه ، إذ ليس ثمة قائد حربي يعلن قصدا عن مكانه الخفي في الليل ، فأصد القائد القرطاجي أوامره أن يجمع رجاله مائتي ثور على قمة الأكمة ، وأن يربطوا بقرونها مشاعل مصنوعة من خشب سريع الالتهاب وهو الراتنج ، وحين أعطى الإشارة المتفق عليها أوقد الرجال في الخشب ودفعوا الثيران إلى الوادي وخزا وركلا ، فانطلقت وقد جن جنونها بأربعمائة مشعل ، وشقت طريقها على غير هدى عبر المعسكر تبث الذعر وتنشر الخراب ، مشعلة المنطقة بأسرها ، ثم هجم هينبعل ، وهزم عدواً دبت في صفوفه الفوضى

المصلحة الآنية الضحلة كانت رائدة من تسبب فيما نحن فيه من بلاء

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ـــــــــــــــــــــــــــ

مجلة الفيصل

وحي القلم – مصطفى صادق الرافعي (3/ 57)

الفروق اللغوية للعسكري (ص: 133)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق