الاثنين، 21 ديسمبر 2020

الإرجاء والتأجيل ومن نهاية الأعشى لنا وقفة وتأمل

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الإرجاء والتأجيل ومن نهاية الأعشى لنا وقفة وتأمل :

فالتّسويفُ: هو التّأخيرُ كقولنا: سوف أَفْعَلُ كذا ، والتسويف، هو العيش بالأماني. وكم خزل وانخذل أصحاب التسويف

فالمرء حين يتبن له الحق فينجذب إليه ينقذ نفسه من متاهات الباطل . إلا أن من الناس من يرجئ اتباع الحق متعللاً بأذيال أماني إبليس ويغفل عن قضية حياتية أن ما فات قد لا يدرك . ترى من ساهم في إيذاء أهله والاسهام في دمار وطنه ثم وقف وقفة صدق مع نفسه يراجعها . خاطبه العقل أن عُد وفارق الأوهام الخبيثة . يقول شيطانه : قول انشا الله . لا بمعنى الاستعانة بالله على التحول للحق ، بل بمعنى التسويف .

أعشى بني قيس وهو غير أعشى باهلة لَمَّا كَانَ بِمَكَّةَ أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا، اعْتَرَضَهُ بعضُ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ جَاءَ يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُسْلِمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَصِيرٍ، إنَّهُ يحرِّم الزِّنَا، فَقَالَ الْأَعْشَى: وَاَللَّهِ إنَّ ذَلِكَ لَأَمْرٌ مَا لِي فِيهِ مِنْ أرَب ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَصِيرٍ، فَإِنَّهُ يُحَرِّمُ الْخَمْرَ، فَقَالَ الْأَعْشَى: أَمَّا هَذِهِ فَوَاَللَّهِ إنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا لعُلالات ، وَلَكِنِّي مُنْصَرِفٌ فأتروَّى مِنْهَا عَامِي هَذَا، ثُمَّ آتِيهِ فأسْلم ، فَانْصَرَفَ فَمَاتَ فِي عَامِهِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَعُدْ إلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.

والأعشى كان قد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم وكان متجها إلى يثرب

متى ما تناخى عند باب ابن هاشم ... تراحى وتلقى من فواضله ندا

نبىّ يرى ما لا ترون وذكره ... أغار لعمرى فى البلاد وأنجدا

له صدقات ما تغبّ ونائل ... وليس عطاء اليوم مانعه غدا

أجدّك لم تسمع وصاة محمد ... نبىّ الإله حيث أوصى وأشهدا

إذا أنت لم ترحل بزاد من التّقى ... ولا قيت بعد الموت من قد تزوّدا

ندمت على ألّا تكون كمثله ... فترصد للأمر الذى كان أرصدا

فإيّاك والميتات لا تقربنّها ... ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا

ولا النّصب المنصوب لا تنسكنّه ... ولا تعبد الأوثان والله فاعبدا

ولا تقربنّ جارة إنّ سرّها ... عليك حرام فانكحن أو تأبّدا

وذا الرّحم القربى فلا تقطعنّه ... لعاقبة ولا الأسير المقيّدا

وسبّح على حين العشيّات والضّحى ... ولا تحمد الشّيطان والله فاحمدا

ولا تسخرن من بائس ذى ضرارة ... ولا تحسبنّ المال للمرء مخلدا

ترى كم من المسوفين في بلادنا ؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــ

سيرة ابن هشام (2/ 26)

آداب النفوس للمحاسبي (ص: 118)

بهجة المجالس وأنس المجالس – النمري (ص: 238)

نهاية الأرب في فنون الأدب - الدينوري(18/ 70)

 

سوف:

مصاحبة من يُرِيد مَا تُرِيدُ ومفارقة من لَا يُرِيد مَا تُرِيدُ فَإِن صُحْبَة من لَا يُرِيد مَا تُرِيدُ تَضُرك وانت لَا تشعر وصحبة من يُرِيد مَا تُرِيدُ تنفعك وَلَا تَضُرك وان كنت لَا تشعر

 

قال محمد بن عبد الملك الزيات:

وكذا الدنيا إذا ما انقلبت ... جعلت معروفها منكرها

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق