الاثنين، 21 ديسمبر 2020

صورة من معركة مؤتة وثوابت العقيدة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

صورة من معركة مؤتة

وثوابت العقيدة

أربعة من الصحابة رُضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ تناوبوا على قيادتها ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا، اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ «فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ» فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ . يتضح من كلام النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أن الثلاثة لا بد مقتولين . ومع ذلك لم يتردد أحد في تلبية ما أمره به رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جوَاءَ النُّعْمَانُ بْنُ فُنْحُصٍ الْيَهُودِيُّ يَقُولُ لِزَيْدٍ، اعْهَدْ فَإِنَّكَ لَا تَرْجِعُ أَبَدًا إِنْ كَانَ محمَّد نَبِيًّا. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : أَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيٌّ صَادِقٌ بَارٌّ. وكان عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يخبر أصحابه بمجريات المعركة . مائتا ألف الروم والعرب مقابل أفل من ثلاثة آلاف . لم تكن الرابطة الدينية التي ربطت بين أكثر عرب بلاد الشام والبيزنطيين، هي العامل الوحيد الذي جعل أولئك العرب ينضمون إلى صفوف الروم في الدفاع عنهم وفي مقاومة جيوش المسلمين، بل كانت هنالك عوامل أخرى، مثل المنافع المادية التي كان يجنيها سادات الأعرب من البيزنطيين، حيث كانوا ينالون هدايا ورواتب منهم في مقابل حماية الحدود والمحافظة عليها من غارات الأعراب، وفي مقابل الغارات التي كان البيزنطيون يكلفونهم بها لغزو حدود العراق؛ لإزعاج أعدائهم الفرس وقت الحاجة والضرورة، ومثل التسهيلات التي كانوا ينالونها من البيزنطيين في الاتجار مع مدن الشام وفي معاملات البيع والشراء والرواتب السخية التي تدفع للأعراب إذا خدموا في صفوف العساكر المتطوعة، وهي رواتب سخية إذا قِيسَتْ بالنسبة لحالة أهل البادية المنخفضة من الناحية المادية كثيرًا بالنسبة إلى حالة سكان بلاد الشام.

واليوم يتكرر الموقف وتستعاد الصورة ، فمن كان سببا في بلائنا شدتهم المنافع من هنا وهناك فنسوا كل الروابط بينهم وبين الوطن والأهل

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

مسند الإمام أحمد (3/ 278)

البداية والنهاية – ابن كثير (4/ 275)

المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام – الدكتور جواد علي (7/ 243)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق