الاثنين، 21 ديسمبر 2020

عرف بين الناس بالكامل سيدنا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هكذا عُرِف وقبل إسلامه

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عرف بين الناس بالكامل

سيدنا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هكذا عُرِف وقبل إسلامه

وبالمعرية كان يقال للرجل الحسن الصفات : كامل ومكمل - وتطلق أيضاً على من كمل السوء في فعله أيضاً ،

ولسعد بْن عُبَادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من الولد سَعِيد ومحمد وعبد الرحمن. وكان سعد في الجاهلية يكتب بالعربية. في حين كانت الكتابة في العرب قليلا. وكان يحسن العوم والرمي وكان من أحسن الناس خلقاً لذلك سمي الكامل. واتصف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بالكرم فقد كان سعد وعدة آباء له قبله فِي الجاهلية ينادى على أطمهم: مَنْ أَحَبَّ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ فَلْيَأْتِ أُطُمَ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ . أخبر هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَدْرَكْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ وَهُوَ يُنَادِي عَلَى أُطُمِهِ: مَنْ أَحَبَّ شَحْمًا أَوْ لَحْمًا فَلْيَأْتِ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. ومن صفات الكرم عنده فقد كَانَ سَعْدٌ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَبْعَثُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جَفْنَةً فِيهَا ثَرِيدٌ بِلَحْمٍ أَوْ ثَرِيدٌ بِلَبَنٍ أَوْ ثَرِيدٌ بِخَلٍّ وَزَيْتٍ أَوْ بِسَمْنٍ. وَأَكْثَرَ ذَلِكَ اللَّحْمُ. فَكَانَتْ جَفْنَةُ سَعْدٍ تَدُورُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بُيُوتِ أَزْوَاجِهِ. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قسم ناسا من أهل الصفة بين ناس من أصحابه فكان الرجل يذهب بالرجل والرجل يذهب بالرجلين والرجل يذهب بالثلاثة حتى ذكر عشرة وكان سعد بن عبادة يرجع كل ليلة إلى أهله بثمانين منهم يعشيهم . وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو دُجَانَةَ لَمَّا أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي سَاعِدَةَ. وَشَهِدَ سَعْدٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ فِي روايتهم جميعا وكان أحد النقباء الاثني عشر ولما تفرق الناس من بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة ونفروا وكان الغد فتشت قريش عن الخبر والبيعة فوجدوه حقا فانطلقوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة وأفلتهم منذر بن عمرو فشدوا يدي سعد إلى عنقه بنسعه وكان ذا شعر كثير فطفقوا يجذبونه بجمته  ويصكونه ويلكزونه قال سعد بن عبادة فوالله إني لفي أيديهم يسحبوني إذ طلع نفر من قريش فيهم فتى أبيض جلد شعشاع وضي فقلت إن يك عند أحد من القوم خير فعند هذا . فلما دنا مني رفع يده فلكمني لكمة شديدة فقلت والله ما في القوم خير بعد هذا . قَالَ: فو الله إنِّي لَفِي أَيْدِيهِمْ يَسْحَبُونَنِي إذْ أَوَى لِي رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُمْ، فَقَالَ وَيْحَكَ! أَمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ قُرَيْشٍ جِوَارٌ وَلَا عَهْدٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، وَاَللَّهِ، لَقَدْ كُنْتُ أُجِيرُ لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ ابْن نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ تِجَارَةً  ، وَأَمْنَعُهُمْ مِمَّنْ أَرَادَ ظُلْمَهُمْ بِبِلَادِي، وَلِلْحَارِثِ ابْن حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، قَالَ: وَيْحَكَ! فَاهْتِفْ بِاسْمِ الرَّجُلَيْنِ، وَاذْكُرْ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمَا. قَالَ: فَفَعَلْتُ، وَخَرَجَ ذَلِكَ الرَّجُلُ إلَيْهِمَا، فَوَجَدَهُمَا فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ لَهُمَا: إنَّ رَجُلًا مِنْ الْخَزْرَجِ الْآنَ يُضْرَبُ بِالْأَبْطَحِ وَيَهْتِفُ بِكُمَا، وَيَذْكُرُ أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَكُمَا جِوَارًا، قَالَا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَا: صَدَقَ وَاَللَّهِ، إنْ كَانَ لَيُجِيرُ لَنَا تِجَارَنَا، وَيَمْنَعُهُمْ أَنْ يُظْلَمُوا بِبَلَدِهِ. قَالَ: فَجَاءَا فَخَلَّصَا سَعْدًا مِنْ أَيْدِيهِمْ، فَانْطَلَقَ. وَكَانَ الَّذِي لَكَمَ سَعْدًا، سُهَيْلَ بن عَمْرو . قال البخاري رحمه الله وشْهَدْ بَدْرًا. والمشاهد كلها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قال ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ مِرْدَاسٍ، يصف ما حدث لسعد :

تداركتَ سَعْدًا عَنوةً فَأَخَذْتَهُ ... وَكَانَ شِفَاءً لَوْ تداركتَ مُنذِرَا

لو نِلته طُلَّت هُنَاكَ جراحُه ... وَكَانَتْ حَرِيًّا أَنْ يُهان ويُهدَرَا

فَأَجَابَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه فِيهِمَا فَقَالَ:

لستَ إلَى سعدٍ وَلَا الْمَرْءِ مُنذِرٍ ... إذَا مَا مَطايا القومِ أصبحْن ضُمَّرَا

فَلَوْلَا أَبُو وهْبٍ لمرَّت قَصَائِدٌ ... عَلَى شرفِ البَرقاءِ يَهْوينَ حُسَّرَا

أتفخُر بالكتانِ لَمَّا لبسْتَه ... وَقَدْ تلبَس الأنباطُ رِيطًا مُقَصَّرَا

فَلَا تَكُ كالوَسْنانِ يحلمُ أَنَّهُ ... بقريةِ كِسْرَى أَوْ بقريةِ قَيْصَرَا

وَلَا تَكُ كالثَّكلَى وَكَانَتْ بمعْزِلٍ ... عَنْ الثُّكْلِ لَوْ كَانَ الفؤادُ تفكَّرَا

وَلَا تكَ كالشاةِ الَّتِي كَانَ حتفُها ... بحفرِ ذرِاعَيْها فَلَمْ ترضَ محفَرَا

وَلَا تَكُ كالعاوِي فأقبلَ نحرَه ... وَلَمْ يَخْشَه سَهْمًا مِنْ النَّبلِ مُضْمَرا

فَإِنَّا وَمَنْ يُهدِي القصائدَ نحوَنا ... كمسْتَبضِعٍ تمرًا إلى أهلِ خَيْبَرَا

واليوم فأنا لست شاكاً أن رجالا منا تمتعوا بصفات الكمال بالخير في هذا البلاء الذي حلَّ بنا ، وآخرون اليوم ومع الأسف كُثر تمتعوا بصفات الكمال باقتباسهم جُل صفات إبليس فساقوا إلينا الخراب والدمار

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــ

سيرة ابن هشام (1/ 450)

الطبقات الكبرى – ابن سعد (3/ 460)

تاريخ دمشق لابن عساكر (20/ 262) - (20/ 246)

 

الأطم: بِنَاء مُرْتَفع

النسْعُ: حبل يضْفَر تُشَدُّ به الرحَالُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق