الاثنين، 21 ديسمبر 2020

سخرنا حياتنا للدعاء على الظلمة ومن سيرة الحجاج بن يوسف غفر الله لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

سخرنا حياتنا للدعاء على الظلمة

ومن سيرة الحجاج بن يوسف غفر الله لنا مثل

وبالدعاء نستبدل العجز الذي حل بنا عن رد الظلم .

أنا لا أقول أن لا نكل من ظلم إلى الله بل نكله إن لم يكن في مقدورنا رد الظلم عنا ، إلا أني أستنكر أن نشغل حياتنا بالدعاء عليه وهذا في الحقيقة تخفيف عنه وبالدعاء نستوفي حقنا ممن ظلمنا حتى نبرأه من ظلمه لنا .

فصحيح أن الحجاج قد يكون أقرب للظلم منه للعدل في بعض مواقفه ، وقد ورد من صفات الحجاج ما نقل عن الإمام الشافعي رضي الله عنه قَالَ الشَّافِعِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِلْحَجَّاجِ: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ عَارِفٌ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ، فَعِبْ نَفْسَكَ وَلَا تَخْبَأْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا لَجُوجٌ حَقُودٌ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِذًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ إِبْلِيسَ نَسَبٌ. فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا رَآنِي سَالَمَنِي. إلا أنه حين قاربته الوفاة قال :

يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا ... أيمانهم أنني من ساكني النار

أيحلفون على عمياء ويلهم ... ما علمهم بعظيم العفو غفار

وحدث رياح بن عبيدة قال كنت قاعدا عند عمر بن عبد العزيز فذكر الحجاج فشتمته ووقعت فيه فقال عمر مهلا يا رياح إنه بلغني أن الرجل يظلم بالمظلمة فلا يزال المظلوم يشتم الظالم ويتنقصه حتى يستوفي حقه ويكون للظالم .

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: سُرِقَ لِي ثَوْبٌ، فَجَعَلْتُ أَدْعُو عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ "

واليوم شأن الكثيرين الشتم والسّب يغذي ذلك فينا من كان سبباً في بلائنا ، طمعا منه في دوام هذا البلاء ، ومحاولة خبيثة منه لإبقاءً مانحن فيه . فزوال البلاء يعني زوال من كان السبب فيه .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــ

معالم السنن – البستي (4/ 122)

مسند الإمام أحمد (41/ 501)

الكامل في التاريخ (4/ 61)

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – ابن الجوزي (7/ 3)

تاريخ دمشق لابن عساكر (18/ 264)

 

قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : لا تسبخي معناه لا تخففي عنه العقوبة بدعائك عليه

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق