الاثنين، 21 ديسمبر 2020

انتقاد العلماء شغل الكثيرين تتبع عثرات العلماء مظهر من مظاهر البلاء الذي نحن فيه .

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

انتقاد العلماء شغل الكثيرين

تتبع عثرات العلماء مظهر من مظاهر البلاء الذي نحن فيه .

أقول : ومن قال لنا إن العلماء معصومون عن الزلة والخطأ . والحق أن لا عصمة إلا من شاء الله عصمته . قال الله تعالى : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ  لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٨﴾ آل عمران .

وفي التحذير من انتقاص العلماء، والحث على إكرامهم، وتعظيم حُرُماتهم. نقل الإمام النووي رحمه الله عن الإمَامُ الْحَافِظُ ابنُ عَسَاكِرٍ -رحمه الله- أنه قال: «اعلم يا أَخي وفَّقني الله وإِيَّاك لمرضاته، وجعلنا ممَّن يخشاهُ ويتَّقيه حَقَّ تُقاته، أَنَّ لُحُوم العُلماء مسمُومةٌ، وعادة الله في هتك أَستارِ مُنتقصهِم معلُومةٌ، وأَنَّ من أَطلقَ لسانهُ فِي العُلماء بِالثَّلبِ بلاهُ الله قبل موته بِموت القلبِ: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (1). (النور:63)

قال الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: إن لم يكن الفقهاء أولياء الله في الآخرة فما لِله وليَّ. والقاعدة التي من لم يدرك قيمة العلم والعلماء هي أن يقف العلماء مع رأي أنا ويُدعم موقفي بفتوى تؤيدني وإلا سأجند حياتي لتتبع عثراته ونشرها . ففي مسند الإمام أحمد وغيره عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ " وإذا سمع أن أحد العلماء أخطأ فعليه أن يبين خطأه بحكمة واحترام مصحوب بالدليل الشرعي وأقوال العلماء فيه. ومن هذا القبيل كان السلف الصالح يرد بعضهم على بعض باحترام وكذلك الأئمة الكبار. ولكن اليوم تحول تتبع أخطاء العلماء إلى التشهير بهم حتى بذريتهم . وكأنه على العالم أن يتحزب في فتواه

لا أن تكون فتواه خالصة لوجه الله حتى يرضى فئة على حساب فئة . وهو أمر مُنصَب على علماء الشريعة وممن ؟ ممن لم يتعلم حتى يتكلم

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مناقب الشافعي للبيهقي (2/ 155)

مسند الإمام أحمد (33/ 20)

المجموع شرح المهذب – للإمام النووي(1/ 24)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق