الاثنين، 21 ديسمبر 2020

تفسير الرؤيا هبة ربانية وليس علما نتعلمه ، وهو ميراث الأنبياء

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تفسير  الرؤيا هبة ربانية وليس علما نتعلمه ، وهو ميراث الأنبياء

ومن قصة سيدنا يوسف عليه السلام لنا مثل

ولقد تعلمنا من رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعن أبي رزين العقيلي قال : قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الرؤيا جزء من أربعين أو ستة وأربعين جزءا من النبوة وهو على رجل طائر فإذا حدث بها وقعت وأحسبه قال لا تحدث بها إلا حبيبا أو لبيبا. قال العلماء : وتأويل الرؤيا علم يقذفه الله في قلوب مَنْ علَّمهم تأويل الأحاديث، وهي قدرة على فَكِّ شَفْرة الحُلْم، ويعطيها الله لمَنْ يشاء من عباده. الرؤيا ليست هي الحُلْم؛ لأن الرؤيا هي شيء لم يشغل عقلك نهاراً، وليس للشيطان فيه دخل. وفي المثل العامي : الجوعان يحلم بسوق العيش «فإن كان ما يراه الإنسان في أثناء النوم له علاقة بأمر يشغله، فهذا هو الحلم، وليس الرؤيا . وإن كان ما يراه الإنسان في أثناء النوم شيئاً يخالف منهج الله، فهذه قذفة من الشيطان. وفي قصة رؤيا الملك حيث رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف!! وكان المفروض العكس، انظر إلى الملحظية؛ لأن سنين الجدب ستأكل سنين الخصب، لكن من الذي يتنبه إلى رموز الرؤيا. فتعبير الرؤيا ليس علماً. بل هبة من الله يمنحها لأناس ويجعلهم خبراء في فك رموز - شفرة - الرؤيا، ودليل ذلك أن الملك قال هذه الرؤيا للناس فقالوا له: {أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ} ، و «أضغاث» مفردها «ضغث» وهو الحشيش المخلوط والمختلف، لكنهم أنفصفوا فقالوا: {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحلام بِعَالِمِينَ} [يوسف: 44] . لقد أنصفوا في قولهم. لأن الذي يقول لك: لا أعلم فقد أفتى، فما دام قد قال: لا أدري فسيضطرك إلى أن تسأل لكن سواه، إن قال لك أي جواب فستكتفي به وتتورط، إذن فمن قال: لا أدري فقد أجاب. فهم عندما قالوا: أضغاث أحلام فقد احتالوا واحتاطوا لأنفسهم أيضا وقالوا: {وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحلام بِعَالِمِينَ} . واليوم أضحى google مفسر الأيام والأحلام وللعلم فرؤيا واحدة يراها شخصان تفسر بتفسيرين مختلفين فوالد أبو حنيفة رأى أنه يبول في الكعبة فقيل له سيلد لك ولدا يملؤ الأرض علما . والحسن البصري رأى في منامه كأنه عُريان ، وهو قائم على مزبلة يضرب بالعود فأصبح مهمومًا من رؤياه هذه، فأرسل أحدَ أصحابه إلى ابن سيرين ليقص عليه الرؤيا على أنها رؤياه، وكان بينه وبين ابن سيرين جفاء ، ولكن ابن سيرين كان أذكى من أن تنطلي عليه المسألة، فقال لمن جاءه: قل لصاحب الرؤيا لا تسأل عنها ابن الحاكة ..ولما وصل الخبر إلى الحسن مضى إلى ابن سيرين في مجلسه، فلما رآه ابن سيرين قام إليه فتعانقا، ثم جلسا فتعاتبا، ثم قال له الحسن : دعك من هذا يا أبا بكر ، حدثني عن الرؤيا فقد شَغَلتْ قلبي !فقال له ابن سيرين : لا تشغل قلبك ، فإن العُري عري من الدنيا فلست َ من طلابها ، وأما المزبلة فهي الدنيا وأنت تراها على حقيقتها ... وأما العود فإنها الحكمة تُحدِّث بها الناس .فقال الحسن : فكيف َ عرفتَ أني صاحب الرؤيا ؟! قال ابن سيرين : لا أعرف أصلح منك أن يكون رآها ..

وما أكثر من يرى اليوم أحلام يقصها علينا يخبرنا بها عن شكل رفع البلاء عنا وكأنه نبئ بها

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير الطبري (16/ 116)

تفسير الرازي (11/ 233)

تفسير القرطبي (9/ 201)

معجم ابن عساكر (1/ 579)

تفسير الشعراوي (4/ 2305)

تفسير الشعراوي (11/ 6960)

تفسير الشعراوي (11/ 6986)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق