الاثنين، 21 ديسمبر 2020

الجوار عند العرب والجوار عند إبليس

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الجوار عند العرب

والجوار عند إبليس

الجوار عند العرب قضية ذات شأن فأسوء ما يذم به المرء عندهم ، أن لا يُؤْمن جواره ، ويرفع منزلة المرء حين أمن جواره ، حتى قيل في المثل مثل عربي أحمى من مجير الْجَرَاد . وقيل اسمه حارثة بن حنبل من طيء وَمن حَدِيثه أَنه خلا فِي خيمة ذَات يَوْم فَإِذا هُوَ بِقوم مَعَهم أوعية فَقَالَ مَا خطبكم قَالُوا غزونا جَارك قَالَ وَأي جيراني قَالُوا الْجَرَاد وَقد بفنائك فَقَالَ أما وسميتموه لي جاراً فَلَا سَبِيل إِلَيْهِ وَركب فرسه وَأخذ رمحه وَقَالَ لَا يتَعَرَّض لَهُ احدا إِلَّا قتلته فَمَا زَالَ يحميه حَتَّى حميت الشَّمْس عَلَيْهِ فطار . وكان أبو سفيان إذا نزل به جار قال يا هذا إنك قد اخترتني جارا واخترت داري دارا فجناية يدك على دونك وإن جنت عليك يد فاحتكم علي حكم الصبيّ على أهله.

وهناك قديما وحديثا من يقع في جوار الشيطان فحين أرادت قريش الخروج في غزوة بدر تردد كثير من وجهائها في الخروج لمواجهة النبي صلى الله عليه وسلم

قال تبارك وتعالى «وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ» الآية.

وذكر استدراج إبليس إياهم بتشبهه بسراقة بن  جعشم لهم حين ذكر لهم ما بينهم وبين بني بكر بن عبد مناة بن كنانة في الحرب التي كانت بينهم وبينه يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: «فلما تراءت الفئتان» ونظر عدو الله إلى جنود الله من الملائكة قد أمد الله بهم رسوله والمؤمنين على عدوهم «نكص على عقبية وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون» وصدق عدو الله إنه رأى ما لا يرون فقال: «إني أخاف الله والله شديد العقاب» فأوردهم ثم أسلمهم حين رأى الملائكة بقيادة جبريل عليه السلام،

واليوم تتكرر المسألة فهناك من يقع في جوار الله ، وآخرون يقعون في جوار الشيطان والنتيجة نراها اليوم

إن من كان سببا في جوار الشيطان وعلق آماله عليه دمر وطنه وشرد أهله

ويا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــ

سيرة ابن اسحاق (ص: 305)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصبهاني(1/ 327)

جمهرة الأمثال (1/ 408)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق