الثلاثاء، 13 فبراير 2024

لا تستصغر أحد فالغد غيب ولا يعلم الغيب إلا الله ومن حياة السلف لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لا تستصغر أحد فالغد غيب ولا يعلم الغيب إلا الله

ومن حياة السلف لنا مثل

على لساننا كثيراً لفظ عدم الاهتمام – مينو هدا – هوي حقو فرنكين ، وإللي بدو ياه يساويه – وماني سائل عنه وو ... ويتقلب الزمن ويصبح من قلنا وقلنا بحقه في موقع نحتاجه بل وربما له سلطة التحكم بنا – عاينت ذلك في المعرة ، والأمثلة في الحياة كثرة .

حدث أبو الفرج عبد الله بن الحسين الراماني قال : ورد أبو القاسم المعمر بن الحسين المدلجي مع الوزير أبي القاسم العلاء ابن الحسن من الأهواز إلى شيراز، وأبو القاسم المعمر أحد كتاب الإنشاء إذ ذاك، وعرضت للوزير أبي القاسم العلاء بن الحسن سفرة، فكتب إلي المدلجي، وأنا حينئذ خليفة العلاء، يطلب مني بغلة سروجية بآلتها ( أي لها سرج ) ، ولم تكن منزلته عندي منزلة من أراعيه أو أعطيه، فرددت الرقعة مع رسوله فلم أجبه عنها، ومضى الرسول ثم عاد إلي ومعه الرقعة بعينها وقد كتب على ظهرها:

فإنك لا تدري إذا جاءَ سائلٌ ... أأنتَ بما تعطيهِ أم هو أسعدُ

عسى سائلٌ ذو حاجةٍ إن منعته ... من اليومُ سؤلاً أن يكونَ له غدُ

قال: فقرأت ذاك ثم أعدت الرقعة ثانياً بغير جواب كما فعلت أولا. وضرب الدهر ضربة وصرف العلاء بن الحسن ووزر المدلجي، وكنت إذ ذاك أتقلد كورة سابور وكورة أردشير خرة، فأنفذ إلي من أشخصني إلى شيراز، ووردت عليه وأنا لا أشك في القبض علي والمصادرة لي، لما كان من غلطي وسوء فعلي وما قضاه المقدور في، وحضرت مجلسه فقدمني وقربني ورفعني وأكرمني، وأقمت متردداً إليه وأياماً ومتعجباً من فعله وله مستطرفاً، فلما كان في بعض الأيام وقد قمت من مجلسه منصرفاً فتبعني الحاجب وقال: تقيم يا سيدي ساعة فإن الوزير يريد أن يجاريك شيئاً على خلوة، فلم يتخالجني شك في أنه القبض علي فأقمت خائفاً وجلا، ثم استدعاني وقد خلا مجلسه، وأسر إلى دواتيه شيئاً ومضى وعاد ومعه الرقعة بعينها فأخذها وسلمها إلي، فلما فضضتها وعرفتها أظلمت الدنيا في عيني، وودت أن الأرض ساخت بي، وقال لي: لا ترع فإنما وافقتك على فعلك الرذل القبيح لكيلا تستصغر بعدها أحداً وتطرح مراعاة العواقب والنظر فيها، وليكون هذا الفعل مني لك مصلحاً ولأخلاقك مهذباً، ثم خلع علي وردني إلى عملي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهفوات النادرة – أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابئ (ص: 86)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق