صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
ضربة شافية وأخرى قد تكون قاتلة
ومن حياة السلف قصتين
الاحتراز هو التحفظ من الشيء
الموجود، والحذر هو التحفظ مما لم يكن إن ظن أنه يكن . ومن الحذر ما يكون محمودا
كالخوف من غضب الله ومعصيته ومن ما يكون مذموما فالجبان يحذر المواجهة خوفا من
احتمال . والله تعالى يقول : ُلَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ
كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إلى مَضَاجِعِهِمْ .. آل عمران . في غزة أنقذت امرأة متقدمة
في السن من تحت الأنقاض بعد شهرين وأطفال تموت تحتها . والأمثلة كثيرة . قال ابن
عبّاس رضي الله عنهما: «إذا جاء القدر لم ينفع الحذر » . روي أن الملك ناصر الدولة
من آل حمدان كان يشكو وجع القولنج حتى أعيا الأطباء دواؤه لم يجدوا له شفاء، فدسوا
على قتله وأرصدوا له رجلا ومعه خنجر فلما كان في بعض دهاليز القصر وثب عليه ذلك
الرجل وضربه بالخنجر فجاءت الضربة أسفل خاصرته فلم تخط المعي الذي فيه القولنج
فخرج ما فيه من الخلط فعافاه الله تعالى وبرئ أحسن ما كان. وبضد هذا ما حكاه أبو
بكر الطرطوشي قال: حدثنا القاضي أبو مروان الداراني بطرطوشة قال: نزلت قافلة بقرية
خربة من أعمال دانية فأووا إلى دار خربة هناك فاستكنوا فيها من الرياح والأمطار
واستوقدوا نارهم وسووا معيشتهم، وكان في تلك الخربة حائط مائل قد أشرف على الوقوع،
فقال رجل منهم: يا هؤلاء لا تقعدوا تحت هذا الحائط ولا يدخلن أحد في هذه البقعة
فأبوا إلا دخولها فاعتزلهم ذلك الرجل وبات خارجا عنهم ولم يقرب ذلك المكان،
فأصبحوا في عافية وحملوا على دوابهم، فبينما هم كذلك إذ دخل ذلك الرجل إلى الدار
ليقضي حاجته فخر عليه الحائط فمات لوقته .
حدث القاضي أبو مروان الداراني قال: نزلت قافلة بقرية خربة من
أعمال دانية فأووا إلى دار خربة هناك فاستكنوا فيها من الرياح والأمطار واستوقدوا
نارهم وسووا معيشتهم، وكان في تلك الخربة حائط مائل قد أشرف على الوقوع، فقال رجل
منهم: يا هؤلاء لا تقعدوا تحت هذا الحائط ولا يدخلن أحد في هذه البقعة فأبوا إلا
دخولها فاعتزلهم ذلك الرجل وبات خارجا عنهم ولم يقرب ذلك المكان، فأصبحوا في عافية
وحملوا على دوابهم، فبينما هم كذلك إذ دخل ذلك الرجل إلى الدار ليقضي حاجته فخر
عليه الحائط فمات لوقته .
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــــــ
الحيوان – الجاحظ (6/ 477)
المستطرف في كل فن مستطرف – الأبشيهي (ص: 325)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق