إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
صُحْبَة السَّفِينَة والصُّحْبَةُ في كلمات
وحكاية متداولة في المعرة ، ومن أوجه البلاء إنكار الصحبة
في صحبة طريق ، وفي صحبة مصلحة ، وفي صحبة حج وو .. وفي صحبة لوجه الله
في المعرة يقولون : الله بيسأل عن صحبة يوم ، وبيسأل عن كلمة مرحبا ، والصاحب مُشْتَقّ من الصُّحْبَة ، الأصل في الصحبة هو الملازمة . وهناك فرق بين الصاحب والقرين: أن الصحبة تفيد انتفاع أحد الصاحبين بالآخر ولهذا يستعمل في الآدميين خاصة فيقال صحب زيد عمرا وصحبه عمرو، ولا يقال صحب النجم النجم وأصله في العربية الحفظ ومنه يقال صحبك الله وسر مصاحبا أي محفوظا . ومن الصحبة : صُحْبَة السَّفِينَة وهو مثل عربي يضْرب مثلا فى الصُّحْبَة الَّتِي لَا صداقة مَعهَا وَذَلِكَ أَن النَّاس رُبمَا تصاحبوا فى السَّفِينَة ثمَّ لَا يتصادقون بعْدهَا قَالَ الشَّاعِر
من غَابَ عَنْكُم نسيتموه ... وروحه عنْدكُمْ رهينة
أظنكم فى الْوَفَاء مِمَّن ... صحبته صُحْبَة السَّفِينَة
ومن الصحبة صحبة الحج لبيت الله الحرام ، وفي المعرة لها حرمتها فهي لا تفك – هدا رفيقي بالحاج – وأذكر وحتى لا تنقطع كان التزاور لا ينقطع لا بل هناك سهرات ودعوات للطعام بينهم . وأذكر أن رجلا كان يتردد علينا وكان يقدم نفسه أنا رفيق أبوك بالحج وكان والدي يحترمه ويجله رحمهم الله
يتداول أهل المعرة حكاية عن أب ثري كان له ابن وحيد سأله مرة كم صاحب لك يا ولدي ؟ قال يا والدي كثر ؟ يعني شقد قال فوق الألف . وكم صاحب لك يا والدي ؟ قال صاحب ونص ! قال الولد وكيف ؟ الأب سأخبرك ولكن قبل ذلك ادعو أصحاب على العشاء فكان ذلك . ومن الطعام كانت الشعيبيات فوضع الأب في كل قرص ليرة ذهبية وطلب من ابنه أن يقف مختفياً والأصحاب يخرجون ليسمع ردة فعلهم . جملة واحدة رددها أكثرهم – العمى بقلبه كان يساويون ليرتين . ولم يسمع ثناءً إلا ما ندر .
قال الأب وأنا سأريك الصاحب والنص : بلل سكيناً بدم خاروف وذهب مع ابنه لبيت وطرق الباب . حرج رجل ورحب بهم
فاجأه الأب ، لقد ابُتلينا قتلت رجلا وأريد الاختفاء عندك ، تململ الرجل ثم قال أويك حتى الصباح . شكره الأب وغادر وهو يقول لابنه هاد نص صاحب . ثم طرق بابا أخر فخرج صاحبه ورحب بهم ثم أخبره الأب الخبر فأجابه بعد أن أدخلهم ، ومن قال أنك قتل يا صاحبي فأنا من قتل وأخذ السكين يمسكها ليزيل آثار يده صاحب .
هذا يا ولدي هو الصاحب !
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــ
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب – الثعالبي (ص: 680)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق