السبت، 24 فبراير 2024

سعدي توفيق الجندي رجل فاز برضى والديه من شيوخ من أدى رسالة التعليم في المعرة رجل نال محبة واعجاب من عرفه

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

سعدي توفيق الجندي رجل فاز برضى والديه

من شيوخ من أدى رسالة التعليم في المعرة

رجل نال محبة واعجاب من عرفه

مدرس رائد لمادة التربية الإسلامية والعربية على السواء ، ولن أبالغ إن قلت سيد مثقفي المعرة في سعة اطلاعه وأحد ألمع خطبائها مد الله في عمره وألبسه ثوب الصحة المقرون بالعافية . ومن عائلة تميز جُل أفرادها بالعلم والثقافة .

والده مختار معرة النعمان وهو السيد توفيق الجندي رحمه الله كان جاراً لوالدي في المحل في شارع المعري الذي شغله فيما بعد إبراهيم الرضا ومن ثم خالد الغريب وشغل محل والدي عيسى العلوان رحم الله الجميع . وكان والدي لا يذكر جاره توفيق إلا بخير ، وكم كان يخبرني بأن جملة كانت لا تفتر على لسانه : يا رب ارضى على سعدي وجملة أخرى : يخاطب والدي ترى يا أبو هشام ما مرة سعد قلي لأ . وكان والد الأستاذ سعدي مختاراً لمدينة المعرة .كما أن عددا من أعمامه قد تبوأ مهمة الافتاء فيها . منهم الأستاذ السيد الشيخ صالح أفندي مفتي قضاء المعرة المتوفى في حلب سنة 1311 ودفن فيها وكان رحمه الله على جانب عظيم من العلم والعمل واللطف والظرف والسخاء وكرم الأخلاق. وقد خلفه بفتوى بلده نجله المرحوم الشيخ أحمد أفندي ثم ولده الشيخ سعدي أفندي ثم أخوه الأستاذ الشيخ أسعد أفندي رحمهم الله. وكان آخرهم الشيخ محمد بديع رحمه الله تعالى .

الأستاذ سعدي هو زوج أستاذتنا المُدَرِّسة الفاضلة مديرة لثانوية البنات في المعرة ، وكان لي شرف التعليم معها لمدة عام . وللأستاذ سعدي له أخ واحد هو الأستاذ حسام وهو مدرس لمادة الإنكليزية ، وهو أيضاً أخ لخمس بنات .

أستاذنا من مواليد معرة النعمان في عام ١٩٣٥ في معرة النعمان تخرج من كلية الشريعة ومن ثم حصل على دبلوم التربية من جامعة دمشق . وأدى خدمة العلم متأخرا وقد قارب الأربعين من العمر ، ولا أنسى أنه وهو يؤدي خدمة العلم قد أرسل إلي رسالة تهنئة بنجاحي في الشهادة الثانوية ، وكانت مما كنت أحرص على الاحتفاظ به ، حتى غادرنا المعرة فذهبت مع كل شيء . وكان أستاذنا ومعه الأستاذ أحمد الطوبل والأستاذ خالد الجر ، علامة فارقة في ثانوية المعري . في يوم كان جُلُ المدرسين في الثانوية من مدينة دمشق حتى الفترة التي كنا طلابا فيها . ومما لا أنساه أنه كان يشرف علينا ونحن نتوضأ لأداء صلاة الظهر في قبو الثانوية وكان الإمام لنا .

علامته الفارقة ابتسامة لا تغادر شفتيه وتواضع في عزة على الرغم من قساوة الحياة التي مر بها أنه عمل مدرسا في دمشق أثناء دراسته . أما مكتبته فهي إحدى مكتبات المعرة ذات الأهمية ، وكم تألمت وأقرباؤه يخرجون الكتب وقد بليت وكأنها تبكي حزنا على صاحبها . وقد بعد عنها. مثقف رائد وقارئ بروية .

بالمرح يبدأ درسه وبه ينتهي . اقرأ يا فلانا ويأتي الجواب – معذور يا أستاذ اسكت فقد سألت الشيخ أحمد الحصري فقال العذر هنا غير مبرر ، وأستاذنا يعلم أن من قال معذور غالبا كاذب تهربا من صعوبة القراءة .

يفاجئنا يوما لنسمع القرآن من سيد من قرأه في المعرة وقتها وهو الشيخ محمد النفوس رحمه الله وتبدأ آلة التسجيل التوشيبا وينصت وننصت . انتبهوا كيف أدغم أو أقلب ويعيد الشريط للخلف ..

كانت صلاة الجمعة تقام في مسجد واحد في المعرة وهو المسجد الجامع الكبير ومن ثم تبرع المرحوم عماد الحراكي بأرض جعلت مسجد يوشع بن نون مسجد مضافا إليه تؤدى فيه صلاة الجمعة يتناوب فيه الخطباء الثلاث : الشيخ الجليل أديب السمنة رحمه الله عموما ، وفي حال غيابه فسعدي الجندي أو محمد بن الشيخ أحمد الحصري  

وتمر الأيام ليضاف مسجد محمد المصري في الحي الشرقي للمسجد الكبير ومسجد نبي الله يوشع لإقامة صلاة الجمعة

ويتولى الخطابة أستاذين لنا سعدي الجندي حفظه الله وعافاه والأستاذ أحمد الطوبل رحمه الله .

سافر الأستاذ سعدي إلى المملكة العربية السعودية وعمل مدرسا للتربية الإسلامية في عدة مدارس في مدينة جدة وهناك تابع دراساته العليا في مصر فحاز على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية , وكان في ذات الوقت إماما وخطيبا في بعض جوامع جده الى أن تقدم في السن وتقاعد وهو ما يزال بحمد الله يعيش في مدينة جده . وهو اليوم يعاني من مرض أقعده نسأل الله له الشفاء والعافية .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

نهر الذهب فى تاريخ حلب – الغزي (1/ 338)

محب الإمام الشافعي

اقراراً بمعروف - كل الشكر والتقدير للأستاذ حسام شقيق الأستاذ سعدي والأخ نديم الجندي أبو أحمد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق