صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إذا عرف السبب بطل العجب.
ومن حكاية المتنبي مع المرأة الفقيرة لنا مثل
المثل عربي السابق عربي ومدلوله بيّن واضح فلو وقفنا وقفة
المراجعة لنسأل أنفسنا عن الحال الذي وصلنا إليه من البلاء
ليتبين لنا أن الذئاب البشرية رغبت في حصاد ما جنيناه ، وحصاد
ما بنيناه ، تدمير لإعادة البناء وتشريد لتسهيل نهب الأموال . ظلم لا مبرر له سوى
نزوات شيطانية وأحلام كحلم إبليس في الجنة .
بيت شعر للمتنبي غريب وفي معنا بلاغة أشد غرابة . قيل أنه أكذب
بيت شعر وقيل هو أصدق بيت شعر
بعيني رأيت ذئبا يحلب نملة ... ويشرب منها رائبا وحليبا
يقول المتنبي : كنت في أحد أسواق
الكوفة واقفا قرب امرأة فقيرة تبيع السمك. فجاء
رجل غني جدا أنا أعرفه ويرتدي ملابس غالية الثمن تدل سيماه على الغنى الفاحش. قال للمرأة : بكم رطل السمك؟ فقالت له : بخمسة دراهم يا سيدي
قال لها بتكبر : بل بدرهم للرطل الواحد فقالت له باستعطاف : أنا إمرأة فقيرة. والسمك ليس لي بل لرجل أبيعه له فيعطيني ما قسم الله لي. فقال الرجل الغني باستعلاء : بل بدرهم ليس أكثر فقالت المرأة
بقلة حيلة : بل بخمسة دراهم فقال الرجل الغني وهو يشير باستخفاف : أوزني لي عشرة
أرطال. فأعدت له المسكينة
عشرة أرطال من السمك على أمل أن تحظى بالثمن كاملا ، فأخذهم الرجل منها بقسوة ورمى
عليها عشرة دراهم وذهب مسرعا. فنزلت دموع المسكينة
و أخذت تنادي عليه فلم يجب. يقول المتنبي :
فناديت عليه بنفسي فلم يجب ، لقد كان ذئباً في غناه وبخله ولؤمه ، وكانت نملة في
ضعفها وفقرها و أنشد يقول : بعيني رأيت ذئباً
يحلب نملة ويشرب منها رائبا وحليبا.
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق