الثلاثاء، 6 فبراير 2024

الأمنية وكلمات من السيرة العطرة وحياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الأمنية وكلمات

من السيرة العطرة وحياة السلف نتعلم

قد نتمنى وصور التمني كثيرة ، منَّا من يتمنى الخير لنفسه ولسواه ومن الناس من يحصر الأمنية لذاته ويتمنى الشر للآخرين .أنا واحد من الناس كانت أمنيته أن يتبدل الحال في بلدنا نحو الأحسن دون أن نهجر بيوتنا ونخسر نفوساً أضحت تحت التراب دون ذنب ، ويغالبني الظن أن أمنتي فيها الخير . ويمر معي قول الله تعالى : وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾ سورة الكهف . فأجد أن القتل كان في مصلحة الوالد والولد . فأقول لعل ما حلّ بنا كان في صف مصلحتنا فنحن لا نعلم الغيب . لذا يجدر بنا أن نكون حذرين في أمنياتنا . سيدنا آدم عليه السلام تمنى : روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما سمي منى منى لأن آدم عليه الصلاة والسلام لما انتهى إليه قيل له: تمنَّ. فقال: أتمنى الجنة؛ فسمى منًى لذلك. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَتِهِ". وفي قول الله تعالى {أَمْ لِلإنْسَانِ مَا تَمَنَّى} أَيْ: لَيْسَ كُلُّ مَنْ تَمَنَّى خَيْرًا حَصَلَ لَهُ، {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} النِّسَاءِ: 123 ، مَا كُلُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُهْتَدٍ يَكُونُ كَمَا قَالَ، وَلَا كُلُّ مَنْ وَدَّ شَيْئًا يَحْصُلُ لَهُ.

روي أنه اصطحب اثنان من في طريق فقال أحدهما لصاحبه: تعال حتى نتمنى فإن الطريق يقطع بالحديث والتمني، قال: نعم، أنا أتمنى قطائع غنم حتى أنتفع برسلها ولحمها وصوفها، ويخصب معها رحلي، ويستغني بها أهلي. قال الآخر: أما أنا فأتمنى قطاع ذئاب أرسلها على غنمك حتى تأتي عليها، قال: ويحك، هل هذا من حق الصحبة وحرمة العشيرة؟ وهذه أمنيات الحمقى . وحَدَّثَ الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اجْتَمَعَ فِي الْحِجْرِ أَرْبَعَةٌ: مُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بَنُو الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالُوا: تَمَنَّوْا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلافَةَ، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّيَ الْعِلْمُ. وَقَالَ مُصْعَبٌ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ الْعِرَاقِ وَالْجَمْعَ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسُكَيْنَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: وَأَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ. قَالَ: فَنَالُوا مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ. ومرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوم يتمنون، فلما رأوه سكتوا، قال: فيم كنتم؟ قالوا: كنا نتمنى. قال: فتمنوا وأنا أتمنى معكم قالوا: فتمنّ. قال: أتمنى رجالا ملء هذا البيت مثل أبي عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة. إن سالما كان شديد الحب لله، لو لم يخف الله ما عصاه.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــ

مسند الإمام أحمد (8/ 389)

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (6/ 134)

شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات – الأنباري (ص: 518)

البصائر والذخائر (4/ 155)

تفسير ابن كثير (7/ 458)ِ






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق