الأحد، 28 مايو 2023

المصلحة وكلمات

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المصلحة وكلمات

أصبح من العجيب أن تجد في الحياة من يحبك دون مصلحة. فالحب في هذا الزمان غدا مرهون بالمصالح ، فحتى القلوب باتت تتلون وفق المصالح أنية سريعة الزوال ، ترى هل الخبث خيم على النفوس من أجل الحصول على أشياء رخيصة ؟. وتكشف الأيام عن الوجه الحقيقي للمرء حين تتعارض المصالح .

قيل : لكل زمان ضرب من المصلحة ونوع من المحنة، وشكل من العبادة. والمصلحة من الصَّلَاحُ وهو ضِدُّ الْفَسَادِ يفسره الناس بالمنفعة العامة والرعاية الاجتماعية أو تحقيق الرفاهية للجميع، سواء كان ذلك للأجيال الحاضرة أو المقبلة في المجتمع. وكذلك فامتزاج الخير بالشر من مصلحة الكون ، فالمصلحة في أمر ابتداء الدنيا إلى انقضاء مدّتها امتزاج الخير بالشرّ، والضارّ بالنافع، والمكروه بالسارّ، والضّعة بالرّفعة، والكثرة بالقلّة. ولو كان الشرّ صرفا هلك الخلق، أو كان الخير محضا سقطت المحنة وتقطّعت أسباب الفكرة، ومع انعدام الفكرة تنعدم الحكمة . ومن الثابت أن شيئا واحداً محددا في الدنيا لا يصلح في كل موضع . والمصلحة هي صحة ما، والصحة مصلحة ما، وكذلك المفسدة سقم ما، والسقم مفسدة، والفاعل هو عناية الملك بما يباشره من أمور الرعية، وغرضه فيما يفعله هو بقاء المصلحة ودوامها . قال الجاحظ: إن الله تعالى إنما خالف بين طبائع الناس ليوفّق بينهم في مصالحهم، ولولا ذلك لاختاروا كلهم الملك والسياسة أو التجارة والفلاحة، وفي ذلك ذهاب المعاش وبطلان المصلحة. فكل صنف من الناس مزين لهم ما هم فيه .فالحب في الله مصلحة غايتها الجنة ، وكذلك الكره لوجه الله مصلحة . الدعاء بالخير مصلحة . أن تكون أمينا مصلحة ، وأن تخون فمصلحة أيضا  

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــ

الحيوان (1/ 134)

الرسائل الأدبية (ص: 468)

البصائر والذخائر (9/ 147)

ربيع الأبرار ونصوص الأخيار (5/ 340)

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق