صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الحنكة في معالجة الخطأ
ومن حيات السلف نتعلم
عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت ومعاوية
قد يكون ما نحن من بلاء في سره قلة التجربة وسوء التصرف
لمواجهة حالة يترجى مواجهتها ، فحسن التصرف من الحنكة والحُنكة: اسمٌ من حنّكتْهُ
التجارب. والحَنَكَةُ تَلٌّ غَلِيظٌ، وطُولُه في السَّماءِ على وَجْهِ الأَرْضِ
مِثْلُ طُولِ الرَّزْنِ - مكانٌ مُشرِف غليظ إِلَى جَنْبِه – وتأتي الحنكة مع
الدربة والتجربة ، قال الله تعالى : وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ
وَٱسْتَوَىٰٓ ءَاتَيْنَـٰهُ حُكْمًا وَعِلْمًا
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ ﴿١٤﴾ سورة القصص وفي وصف المحنك
قيل : قد نجّدته صروف الدهور، وحنّكته مصاير الأمور. قد أرضعته الحنكة بلبانها،
وأدّبته الدّربة في إبانها.
ذكر الهيثم بن عدي عن ابن دأب قال: حدّثنا شعيب بن صفوان أنّ
عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت كان يشبّب بابنة معاوية، ويذكرها في شعره، فقال الناس
لمعاوية: لو جعلته نكالا؟ فقال: لا، ولكن أداويه بغير ذلك. فأذن له وكان يدخل عليه
في أخريات الناس، ثمّ أجلسه على سريره معه، وأقبل عليه بوجهه وحديثه ثم قال: ابنتي
الأخرى عاتبة عليك. قال: في أيّ شيء ء؟ قال: في مدحتك أختها وتركك إياها. قال:
فلها العتبى وكرامة، أنا ذاكرها وممتدحها . فلما فعل وبلغ ذلك الناس قالوا: قد كنا
نرى أنّ نسيب بن حسّان بابنة معاوية لشيء، فإذا هو عن رأي معاوية وأمره. وعلم من
كان يعرف أنه ليس له بنت أخرى، أنّه إنما خدعه ليشبّب بها، ولا أصل لها فيعلم
الناس أنه كذب على الأولى لما ذكر الثانية.
ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
زهر الآداب وثمر الألباب (4/ 917)
خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (7/ 318)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق