صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
المعاشرة
وترك المعاسرة من أسباب رفع البلاء
ومن
حياة السلف نتعلم
العِشْرة:
المخالطة. عاشَرَه مُعاشَرَة. واعْتَشَرُوا وتَعاشَروا: تخالطوا.
في
المعرة يقولون عن الرجل أو المرأة إن كان في معاشرة سوء : ما بيتعاشر أو ما
بتتعاشر ، والعشائر: القبائل. واحدها عشيرة. واشتقاقها من المعاشرة، وهي المصاحبة.
يقال: فلان عشيري وشعيري: أي مصاحبي. وعشيرة المرأة: زوجها.
وقد
قيل: لا تحمدنّ امرأ حتّى تجربه في معاملة أو سفر. وقيل: السفر ميزان القوم. وسمّي
السفر سفرا لأنه يسفر عن الأخلاق المحمودة والمذمومة. وقال العطوي:
أكرم
رفيقك حتّى ينقضي السفر ... إنّ الذي أنت موليه سينتشر
ولا
تكن كلئام أظهروا ضجرا ... إن اللئام إذا ما سافروا ضجروا
وقد
قيل : لكل شَيْء مَحل، وَمحل الْعقل مجالسة النَّاس.
قال
طلحة بن عبيد الله بن قناش : كنت يوما في مجلس حديث وأنس، بحضرة سيف الدولة، أنا
وجماعة من ندمائه، فأدخل إليه رجل، وخاطبه، ثم أمر بقتله، فقتل في الحال. وكان
أسماء بن خارجة الغزاري يقول: ما غلبني أحد قط غلبة رجلٍ يصغي إلى حديثي. فالتفت
إلينا، وقال: ما هذا الأدب السيّء، وما هذه المعاشرة القبيحة التي نعاشر ونجالس
بها؟ كأنّكم ما رأيتم الناس، ولا سمعتم أخبار الملوك، ولا عشتم في الدنيا، ولا
تأدّبتم بأدب دين ولا مروءة. قال: فتوهّمنا أنّه قد شاهد من بعضنا حالا يوجب هذا،
فقلنا: كلّ الأدب إنّما يستفاد من مولانا أطال الله بقاءه- وهكذا كان يخاطب في
وجهه- وما علمنا أنّا عملنا ما يوجب هذا، فإن رأى أن ينعم بتنبيهنا، فعل. فقال:
أما رأيتموني، وقد أمرت بقتل رجل مسلم ، وإنّما حملتني عليه السطوة والسياسة لهذه
الدنيا النكدة ، على الأمر به، طمعا في أن يكون فيكم رجل رشيد فيسألني العفو عنه،
فأعفو، وتقوم الهيبة عنده وعند غيره، فأمسكتم حتى أريق دم الرجل، وذهب هدرا. قال:
فأخذنا نعتذر إليه، وقلنا: لم نتجاسر على ذلك. فقال: ولا في الدماء؟ ليس هذا بعذر.
فقلنا: لا نعاود. واعتذرنا حتى أمسك.
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــ
التاج
في أخلاق الملوك – الجاحظ (ص: 58)
نشوار
المحاضرة وأخبار المذاكرة – أبو علي التنوخي (1/ 143)
محاضرات
الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني (2/ 647)
الاقتضاب
في شرح أدب الكتاب - البطليوسي(1/ 131)