السبت، 28 نوفمبر 2020

لقد أضحى الحب في أيامنا حب باللسان

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لقد أضحى الحب في أيامنا حب باللسان

والحب إما يعترش القلب ، أو أنه يتملك العقل ، ومنه ما يجمع الصفتين وهو أرفع صور المحبة ، وأبشع صوره استجداء الود لمصلحة . فكم من الناس من يستخذ من إظهار الحب سلماً لمنفعة آنية يصيبها ، فإن نال ما يبتغيه ذم من كان يظهر الحب له . وعكسه الذين أحبوا بصدق وأمانة ، وكثيرة هي قصص الحب الصادق ، وحتى الكاذب منها ، ولنا في قصة حب جميل لبثينة مثل نتعلم منه قيل : لمّا استعدى آل بثينة الخليفة الأموي مَرْوَان بْن الحكم عَلَى جميل ، وَطَلَبه رِبْعِيُّ ابْن دجَاجَة الْعَبْدي صَاحب تيماء هرب إِلَى أقاصي بِلَادهمْ، فَأتى رَجُلا من بْني عذرة شريفًا وَله بَنَات سبْعٍ كأنهن البدور جمالا، فَقَالَ: يَا بَنَاتِي! تحلّيْن بجيد حُليكن والبسن جيّد ثيابكن ثُمَّ تعرضن لجميل فَإِنِّي أنفس عَلَى مثل هَذَا من قومِي، فَكَانَ جميل إِذَا تزيَّنَّ ورآهن أعرض بِوَجْهِهِ فَلا ينظر إلَيْهِنَّ، ففعلن ذَلِك مرَارًا وَفعله جميل، فَلَمّا عَلَمُ مَا أُرِيد بِهن أنشأ يَقُول:

حَلَفْتُ لكَي تَعْلَمُنَّ أنِّيَ صادقٌ ... ولَلصدقُ خَيْر فِي الأمورِ وأنْجَحُ

لتكليمُ يَوْمٍ من بُثَيْنة واحدٍ ... ورؤيتها عِنْدِي ألذُّ وأصلحُ

من الدَّهْر أَوْ أخْلُو بِكُنَّ وَإِنَّمَا ... أعالِجُ قلبًا طامحًا حَيْث يطمحُ

قَالَ: فَقَالَ لَهُنَّ أَبُوهُن: ارْجِعْنَ، فوَاللَّه لَا يفلح هَذَا أبدا.

واليوم ما أكثر ما نرى من تقلب الناس في ودهم ، وتعجب لقد كان فلان يحب فلان ويوليه ويظهر المنافحة عنه ، واليوم مع علان يفعل ما فعله مع سابقه . والتبرير كنت غلطان ووعيت الآن ، وحين ينقلب على الآخر أيضاً . يكرر التبرير ذاته

هؤلاء هم من جرّوا البلاء علينا .

النفاق هو سر حياتهم

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــ

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي – النهرواني (ص: 161)

أخبار النساء لابن الجوزي (ص: 136)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق