السبت، 28 نوفمبر 2020

تنابل السلطان سر من أسرار البلاء الذي حل بنا

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تنابل السلطان

سر من أسرار البلاء الذي حل بنا

والتنبل في اللغة القصير الرديء من الرجال وتَنْبَل: في الفارسية الكسلان والبليد في محيط المحيط، وتطلق مجازا على الشخص الثقيل ، والتنابل هم أكثر الناس جذلاً وأقلهم عملاً ، وبسبب كثرة مرحهم تغاضى الناس عن قلة نفعهم ،
حتى أن بعض الملوك كانوا يستخدمونهم كمهرجين في قصورهم .وأنا وأنتم عرف الكثيرين منهم وهم ملازمون لأصحاب المناصب ولا شأن لهم إلا التهريج والإضحاك ، ولهذا قيل : أن التنابل هم أضعف الناس عقلاً وأخصبهم نسلاً .
وفي أيام المدرسة كنت ترى العشرات يتهافتون على المناصب الإدارية . لا لقدرتهم على الريادة بل للخلاص من عبء حجرة الصف . فالموجه يعني الجلوس على الطاولة واحتساء الشاي . أما متابعة قضايا الطلبة فهي قضية استثنائية . وكنت تجد أمين مكتبة ومعاون أمين وإن سألت أين هي المكتبة ستجاب : لا توجد غرفة مكتبة قطعا ولا كتب وحتى إن وجدت فلا تمس فهي سند وجود المنصب لا أكثر . ولن أظلم الجميع فأستاذنا مرشد السماحي رحمه الله كان آمينا للمكتبة في ثانوية الذكور وأذكر أنه كان قارئ جيدا . لا ويشدك كمدرس للقراءة .

ويستمر البلاء وتكثر التنابل ومما نسب للسلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى ولا أعلم قدر صدق الحكاية حتى لا أنسب إليه مالم يفعل إلا أن الحكاية مشهورة حتى قيل : تنابل السلطان عبد الحميد ..ويروى أن السلطان عبد الحميد تنبه لخطر التنابل على المجتمع  فعزم على الخلاص منهم وابعادهم ، وعمد إلى خطة بارعة فخصص لهم مكاناً في ضواحي الأستانة وأذيع أن المكان معد لإقامة التنابل ، يأكلون ويشربون ويعيشون فيه .وماهي إلا أسابيع قليلة حتى غص المكان بالتنابل الذين توافدوا من شتى أنحاء البلاد .واستشار السلطان في أمرهم فأشار عليه الصدر الأعظم بإضرام النار حول المكان بشكل دوائر حلزونية ، بحيث إذا سعى أحدهم إلى النجاة وجد سبيلاً فيكون عندئذٍ من غير فئة التنابل ، وهكذا كان ، فنجا قسم منهم ، بينما أبيد الآخرون .ومن التعليقات التي رافقت الحكاية  هذه ، أن أحد التنابل قال لرفيقه قبل وصول النار إليهما :" أعطني ولعة لسيكارتي "أجاب الآخر : " لاحق تولع بس توصل النار ".

واليوم كلٌ يبحث عن الراحة وحتى لو وجد اسلوبا للطعام دون تحريك الشفتين لشعر التنبل بالراحة

مو طالع بإيدي شعار أهلكنا وتسبب في وصولنا لما نحن فيه

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق