الاثنين، 2 نوفمبر 2020

رنات إبليس وأنصاره موقف اتخذوه

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

رنات إبليس وأنصاره موقف اتخذوه

وموقف آخر يقابله ويمثله الأسد الضارب بذنبه حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في حب النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

ليست المسألة أن يمتلك المرء موهبة أي كانت أنعم الله بها عليه . إلا أن المسألة في حسن توجيهها .

علماء وأدباء وأصحاب مهن و.. كثيرون سخروا موهبتهم في خدمة الإنسانية ، وآخرون كثر جعلوها ممتثلة لأمر الشيطان

امْرِؤُ الْقَيْسِ شاعر علم ومع ذلك فهو حامل لواء الشعراء الذين كانت حياتهم الكذب والمجون إلى النار . وسيدنا حَسّان بن ثابِت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نسأل الله أن يكون حامل لواء الشعراء الصادقين إلى الجنة وهو حَسّان بن ثابِت رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد. ? - 54 هـ / ? - 673 م . شاعر النبي صلى الله عليه وسلم وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة. واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته .لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم مشهداً لعلة أصابته. توفي في المدينة. قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة : كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام. وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبدالرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام. وعن عائشة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا  ، قالت: كان حسان يضع له النبي صلى الله عليه وسلم منبراً في المسجد، يقوم عليه قائماً ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله يقول: "إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال سعيد بن المسيب: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحسان، وهو ينشد الشعر في المسجد، فلحظه، فقال حسان: قد كنت أنشد فيه، وفيه خير منك. قال: صدقت. وعن عائشة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «اهجوا قريشا، فإنه أشد عليها من رشْقٍ بالنبل» فأرسل إلى ابن رواحة فقال: «اهجهم» فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا، حتى يلخص لك نسبي» فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله قد لخص لي نسبك، والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لحسان: «إن روح القدس لا يزال يؤيدك، ما نافحت عن الله ورسوله»، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «هجاهم حسان فشفى واشتفى» قال حسان:

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

هجوت محمدا برا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالده وعرضي ... لِعرض محمد منكم وقاء

قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا  : فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لِحَسَّانَ إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ. وروى عدي بن ثابت، عن البراء: أن رسول الله قال لحسان: "اهجهم وهاجِهم وجبريل معك".

أما رنات إبليس وحزب إبليس فقد حَكَى السُّهَيْلِيُّ عَنْ تَفْسِيرِ بَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْحَافِظِ أَنَّ إِبْلِيسَ رَنَّ أَرْبَعَ رَنَّاتٍ: حِينَ لُعِنَ، وَحِينَ أُهْبِطَ، وَحِينَ وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحِينَ أُنْزِلَتِ الْفَاتِحَةُ.

والعجب أن منا من يمتدح النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه ، أما إن سألت عن فعله فقد كان سبباً في خراب الوطن وتشريد الأهل

فكيف سيلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دلائل النبوة للبيهقي محققا (5/ 50)

الأساس في السنة وفقهها - السيرة النبوية (4/ 2116)

صحيح مسلم (4/ 1935)

إكمال المعلم بفوائد مسلم – اليحصبي (7/ 529)

البداية والنهاية – الإمام ابن كثير (2/ 266)

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأسد الضارب بذنبه: يريد لسانه. وشبهه بانتقامه وبطشه بالأسد إذا ضرب واغتاظ، وحينئذ يضرب بذنبه جنبيه كما مثل حسان ذلك بلسانه بقوله: " ثم أدلع لسانه فجعل يحركه "، وهذا يدل أن مراده بالأسد اللسان، وقد يحتمل أنه أراد بالأسد نفسه، وبذنبه لسانه. ومعنى " أدلع لسانه ": أخرجه، يقال: أدلع لسانه ودلعه، ودلع اللسان نفسه إذا أخرجه عن الشفتين.

الرنة : صوت شهيق مع البكاء أي لطم على وجهه وصرخا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق