السبت، 28 نوفمبر 2020

لبيد بن ربيعة استبدل الشعر بالقرآن

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لبيد بن ربيعة

استبدل الشعر بالقرآن

ولا غرابة فهناك من يستبدل غزاله بقرد ، وآخر يستبدل القرد بغزال .

لبيد بن ربيعة ، أبو عقيل الشاعر المشهور. من فحول الشعراء ، كان فارسا شجاعا شاعرا سخيا، قال الشعر في الجاهلية دهرا، ثم أسلم، ولبيد هذا صحابي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه بني جعفر بن كلاب وهو صاحب إحدى القصائد المعلقات التي أولها:

عَفَتِ الدِيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها .. بِمَنىً تَأَبَّدَ غَولُها فَرِجامُها

ولقد مدح رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبيداً فقال : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ:

أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلا اللَهَ باطِلُ ... وَكُلُّ نَعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ .

ولما أسلم رجع إلى بلاد قومه، ثم نزل الكوفة حتى مات في سنة إحدى وأربعين ، قال العسكريّ. ودخل بنوه البادية، قال: وكان عمره مائة وخمسا وأربعين سنة منها خمس وخمسون في الإسلام وتسعون في الجاهلية. وكتب عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى عامله بالكوفة: سل لبيدا والأغلب العجليّ ما أحدثا من الشعر في الإسلام، فقال لبيد: أبدلني اللَّه بالشعر سورة البقرة وآل عمران، فزاد عمر في عطائه، قال: قَالَ عُرْوَةُ رَحِمَ اللَّهُ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قالت كَيْفَ لَوْ أَدْرَكَتْ زَمَانَنَا لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ . وأبقى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عطاءه حين قل المال في الدولة .

ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتا واحدا :

ما عاتَبَ الحُرَّ الكَريمَ كَنَفسِهِ       وَالمَرءُ يُصلِحُهُ الجَليسُ الصالِحُ

ويقال: بل قوله:

الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتّى لبست من الإسلام سربالا

وَكَانَ لبيد رضي الله عنه يطعم مَا هبت الصِّبَا وَكَانَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة إِذا هبت الصِّبَا قَالَ أعينوا أَبَا عقيل على مروءته .

واليوم لنتخيل حالنا وما آل إليه هل تحولنا إلى شرع الله أم تركنا شرع الله .

بم نصف من دمر الوطن وشرد الأهل أبشرع الله أم باتباع ابليس

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــ

طبقات فحول الشعراء – الجمحي (1/ 135)

التاريخ الأوسط – الإمام البخاري (1/ 56)

صحيح البخاري (5/ 43)

الإصابة في تمييز الصحابة (5/ 500)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق