السبت، 28 نوفمبر 2020

الاستغناء عن الناس قد يكون سببا في رفع البلاء

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الاستغناء عن الناس قد يكون سببا في رفع البلاء

والاستغناء يعني الاستكفاء ومن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَعَلّم

في عهد سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، استغنى الناس والقصد اكتفى كل بما يحتاج فمن وجد ما يكفيه في يومه امتنع عن الأخذ وترك العطاء لمن هو في حاجة . وقد قيل : من سأل صاحبه فوق طاقته استوجب الحرمان. أما نحن فلا نرد عطاءً ، والمبدأ رزق ساقه الله إليك فكيف ترده . نستبعد أن يكون من هو في أمس الحاجة إليه . مكسب ليش تروحو من ايدك والشكوى لسان حالنا ، خشيت أن نحرم عطاءً نتوقع الحصول عليه . ولقد حَثَّ الإسلامُ على التَّعفُّفِ وعَدمِ سؤالِ النَّاسِ دون حاجةٍ أو ضَرورةٍ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَغْنُوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِشَوْصِ السِّوَاكِ» وأصلُ الشَّوْصِ: الغَسلُ، وشَوْصُ السِّواكِ: ما يَتفتَّتُ منه عندَ التَّسوُّكِ، والمُرادُ: التَّقنُّعُ بالقَليلِ، والاكتِفاءُ بالكَفافِ، حتى لو اكتَفى المَرءُ بأَكلِ فُتاتِ السِّواكِ! لو فُرِضَ أنَّه يسُدُّ رَمَقَه، وهذا مُبالغةٌ في الاستِغناءِ عن النَّاسِ، وعَدمِ طَلبِ شيءٍ منهم، وهذا مِن تَربيَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه على التَّعفُّفِ والتَّرفُّعِ عن سؤالِ النَّاسِ. وفي الحديثِ: الأمْرُ بالاستِغناءِ عن النَّاسِ ولو بأحْقرِ حَقيرٍ وأقلِّ قَليلٍ .وفي سنن أبي داود عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ: لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ " وفي حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ،.. وَاعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَعِزِّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ» .والأمر لا يعني البعد والانقطاع عن الناس فقد قيل: الِاسْتِغْنَاءُ عَنْ النَّاسِ بِطَلَبِ الْعَمَلِ أَعْجَبُ مِنْ الْجُلُوسِ وَانْتِظَارِ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ. ناول عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  رجلا شيئا؛ فقال له: خدمك بنوك؛ فقال عمر: بل أغنانا الله عنهم. والحاجة للناس فيها من المزلة ما فيها ورحم الله أبو العتاهية حيث قال :

أنت ما استغنيت عن صا ... حبك الدهر أخوه

فإذا احتجت إليه ... ساعة مجّك فوه

واليوم ما أكثر من يمد يد دون أن يسأل عن مصدر ما يحصل عليه والمهم أن يحصل ومن بعدي فليكن الطوفان

ومن كان سببا في البلاء الذي نحن فيه كان الأخذ مناهم : منصب . مال . جاه .... وتبرير الأخذ جاهز ٌوالفتيا هيئت

يا رب كن لنا ولا تكن علينا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــ

العقد الفريد (1/ 57)

الأمثال لابن سلام (ص: 235)

المعجم الكبير للطبراني (11/ 444)

المعجم الأوسط (4/ 306)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني (2/ 31)

عيون الأخبار – ابن قتيبة الدينولاي (3/ 105)

البخلاء للجاحظ (ص: 239)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق