صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
أحباء النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وأعداء
النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الحب
كلمة من حرفين فالحاء تفيد الحركة الدائبة والباء تفيد الوَقْعَ . وكثر هم من يدعي
الحب وهو كاذب ، وكثر أيضاً من كانت دعواه في الحب صادقة . ومن أحب أطاع ، ولقد
مثل الصحابة رضوان الله عليهم أنموذجا فريدا في الدنيا حتى أن العجب لا يكفي . خُبَيْبِ بْنِ
عَدِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا أَوْثَقُوهُ
قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا قَدْ بَلَّغْنَا رِسَالَةَ رَسُولِكَ فَبَلِّغْهُ
الْغَدَاةَ مَا يُفْعَلُ بِنَا
ورَأَى
الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ يُمَثِّلُونَ بِخُبِيْبٍ حَيًّا وَيَقْطَعُونَ مِنْهُ
الْقِطْعَةَ تِلْوَ الْقِطْعَةِ وَيَقُولُونَ لَهُ أَتُحِبّ أَنْ يَكُونَ
مُحَمَّدٌ مَكَانَكَ وَأَنْتَ نَاجٍ، فيَقُولُ والدِّمَاء تَنْزِفُ مِنْهُ
وَالرُّوحُ تَتَسَلَّلُ مِنْ بَدَنِهِ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ آمِنًا
وَادِعًا فِي أَهْلِي وَوَلَدِي وَأَنَّ مُحَمَّدًا يُوخَزُ بِشَوْكَةٍ. ثم أنشد :
وَلَسْتُ
أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ فِي اللَّهِ
مَصْرَعِي
وَذَلِكَ
فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ
مُمَزَّعِ
و خُبَيْبِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أنموذجا من الصحابة رضوان الله عليهم فالكل خُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ .
أما أعداء رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكل يعلم بعض أسماء هؤلاء كأبا جهل
وأبا لهب، والوليد بن المغيرة، وعقبة بن ابي معيط، والنضر بن الحارث بن كلدة،
والعاص بن وائل، وابن العيطلة، وأمية بن خلف، وأبيّ بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وشيبة
بن ربيعة، وأولئك الملأ من قريش، كانوا اعداءه . ومع هذا كانوا يعلمون أنه على حق
إلا أنها المناصب والمكاسب الشيطانية واتباع الهوا أغلق عليهم منافذ الحق . قَالَ
ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ
أَنَّهُ حُدِّثَ: أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَأَبَا جَهْلِ بْنَ
هِشَامٍ، وَالْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقِ بْنِ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ،
حَلِيفَ بَنِي زُهْرَةَ، خَرَجُوا لَيْلَةً لِيَسْتَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ فِي بَيْتِهِ،
فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسًا يَسْتَمِعُ فِيهِ، وَكُلٌّ لَا يَعْلَمُ
بِمَكَانِ صَاحِبِهِ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ، حَتَّى إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ
تَفَرَّقُوا. فَجَمَعَهُمْ الطَّرِيقُ، فَتَلَاوَمُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضِ: لَا تَعُودُوا، فَلَوْ رَآكُمْ بَعْضُ سُفَهَائِكُمْ لَأَوْقَعْتُمْ فِي
نَفْسِهِ شَيْئًا، ثُمَّ انْصَرَفُوا. حَتَّى إذَا كَانَتْ اللَّيْلَةُ
الثَّانِيَةُ، عَادَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إلَى مَجْلِسِهِ، فَبَاتُوا
يَسْتَمِعُونَ لَهُ، حَتَّى إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ تَفَرَّقُوا، فَجَمَعَهُمْ
الطَّرِيقُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ مِثْلَ مَا قَالُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ،
ثُمَّ انْصَرَفُوا. حَتَّى إذَا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ أَخَذَ كُلُّ
رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسَهُ، فَبَاتُوا يَسْتَمِعُونَ لَهُ، حَتَّى إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ
تَفَرَّقُوا، فَجَمَعَهُمْ الطَّرِيقُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: لَا نَبْرَحُ
حَتَّى نَتَعَاهَدَ أَلَا نَعُودَ: فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ
تَفَرَّقُوا.
ترى
بما سنواجه رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حوضه الشريف يوم القيامة ؟
منا
من سيحظى بشربة من يده الشريفة
. ومنا من سيمنع حين يقول الملائكة المكرمون لرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لقد بدّلوا بعدك . لقد كفر بعضنا بعضا بتهم واهيه ، وقتل ابن الحيّ ابن حيّه ،
وسرق ابن الحيّ جاره . والكل يشهد أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ,
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ . فيقال لنا حينها ولا قدر الله ألا
فبعداً .
يا
رب صَلَّ
وَسَلَّمَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وعلى أصحابه ومن تبعه إلى يوم الدين
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــ
سيرة
ابن هشام (1/ 315)
تثبيت
دلائل النبوة (1/ 30)
دلائل
النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 507)
سير
السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 398)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق