السبت، 7 نوفمبر 2020

اللي ما ذاق المغراية ما بيعرف أشو الحكاية

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

اللي ما ذاق المغراية ما بيعرف أشو الحكاية

مقولة معروفة في عموم بلاد الشام

وهي مقولة ذات دلالة تحكي مأساة من استغبى عامدا متعمدا حتى حلت الكارثة ، ومن اكتفى برواية ما حدث والندم على ما فات . وتروى الحكاية بطرق شتى منها أن أحد النجارين المتجولين مر من بلده إلى بلد آخر للعمل فيه وكان يحمل عدة النجارة وبعض الأخشاب. وفي أثناء الطريق التقى بملك الغابة وكان جائعاً فما لبث أن هاجمه بغية افتراسه. فتوسل إليه النجار أن يمهله حتى يُنجر له بيتاً يأوي إليه صيفاً وشتاء. فأعجبت سيد الغابة الفكرة وترك النجار يصنع له البيت. ولما انتهى النجار من عمل البيت طلب من الأسد أن يدخله ليطلع عليه . وما أن أصبح بداخله حتى أسرع النجار وأغلق الباب عليه وأحكم إقفاله. ثم أتى بوعاء وضع فيه الغراء وكان الغراء قديما وحتى يستخدم لا بد من غليه على النار ففعل  ووضعه على النار حتى ماع الغراء وغلى ثم تناوله وأفرغ ما فيه على ملك الغابة وأسرع الخطى هارباً نحو البلدة المقصودة. أما  ملك الغابة وقد كواه الغراء المغلي فقد صاح من شدة الألم حتى طبق صياحه أرجاء الغابة، فاجتمعت إليه وحوش الغابة تلبية لاستغاثته وكسرت البيت الخشبي وأخرجته منه وهو يئن. ثم سارت هذه الوحوش مع ملك الغابة المخدوع في طلب النجار. وما أن كادت تدركه حتى تسلق إحدى الأشجار القريبة يحتمي بها. ولما وصلت وكان قد أصبح في أعلى الشجرة لم تتمكن من أن تطاله. طلب ملك الغابة من أحد الوحوش أن يتسلق على ظهره وأخر على ظهر الأول وهكذا حتى يصلوا للنجار ولما رأى النجار نفسه تكاد تصبح في متناول قبضة الوحوش فكر في المأزق الذي يكاد يقع فيه وأتته الفكرة فصاح بأعلى صوته: يا ولد هات المغرايه!.. وما أن سمع ملك الغابة بكلمة المغراية وقد كواه نارها وكان في أسفل الوحوش والركيزة الأولى لهم حتى أزاح نفسه من تحتهم وفرَّ بنفسه هارباً. أما بقية الوحوش فقد انهارت على بعضها وسقطت أرضاً مصابة بالرضوض والكسور والجروح ثم فرت بدورها هاربة أذهلها هروب ملك الغابة . ولما أدركته واكتمل شملها حوله وتمالكت أنفاسها وهدأ روعها سألته: لماذا فعلت بنا ما فعلت عند صياح النجار؟ فأجابها: اللي ما ذاق المغراية ما بيعرف أشو الحكاية  .

ونحن نعم ذقنا المغراية وعرفنا الحكاية

شتتنا ودمرت بيوتنا ، والسبب إغواءات شيطانية تأتمر بأمر ابليس .

يا رب كن بالمرصاد لكل من كان سببا في بلائنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق