الثلاثاء، 14 مارس 2017

العجلة مذمومة عموما ، إلا أن التمهل المبالغ فيه ربما كان أسوأ من العجلة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
العجلة مذمومة عموما ، إلا أن التمهل المبالغ فيه ربما كان أسوأ من العجلة
تنادي على أحد أولادك مرة ومرة ، وأنت بحاجة للمساعدة ، فلا تسمع رداً ، ثم يأتيك بتمهل قائلا : إي والله سمعان ، كفى صياحا
وتسأله ما كنت تفعل ؟ ، والله يا والدي لم يسمح لي نداؤك بفهم قول الممثل أو الممثلة في المسلسل التلفزيوني – ما خليتنا نفهم
كنا نوصي طلابنا ، وأوصانا معلمونا بالتمهل في حالة الامتحان ، وأن نعطي أنفسنا شيئاً من التفكير قبل الاجابة
ولكننا لم نؤمر بأن ننام لنرى الإجابة في منام
شاب أعرفه ، وفي الستينات من القرن الماضي تقدم للشهادة الثانوية أكثر من مرة وكان يرسب في مادة اللغة العربية ، ويسأله والده فيقول : هو الوقت الذي لا يكفي وأنت من أوصيتني بعدم السرعة
بعد ثلاث سنوات ذهب الوالد ليأتي بابنه والأخبار السارة تتواصل هذه السنة ناجح بإذن الله
ومن شدة فرحة الأب طلب من سائق السيارة أن يعرج على جبل الأربعين في مدينة أريحا القريبة من المعرة ، لتناول الطعام مع زملاء ابنه ابتهاجا بهذا الإنجاز
ولحظة وصول الطعام الطاولة ، طلب الأب البدء بالأكل
لطم الأبن جبهته ، وبصوت عالٍ : الآن تذكرت
وقفت اللقمة في فم الأب وقال : أخبرني ، أوقفت الدم في عروقي
كنت أكتب على مهل فتداركني الوقت وتركت أجوبة مادة اللغة العربية على المُسَوَدَة ……..
بابا عجب - بِصَلْحُوَا - ؟!
لعله عمل بالمثل العربي : تَعِسَت العَجَلَةُ
وقيل أن أول من قاله فِنْدٌ مولى عائشة بنت سعد بن أبي وقَّاص. وكان أحد المغنِّين المُحسنين وكان يجمع الرجال والنساء على الغناء أرسلته عائشة أرسلته يأتيها بنارٍ فوجد قوماً يخرجون إلى مصر فخرج معهم، فأقام بها سنةً ثم قَدِم فأخذ ناراً وجاء يعدو فعثر وتبدَّد الجمر الذي حصل عليه ، فقال: تعست العجلة ، وفيه يقول الشاعر:
مـــــا رأينَا لِغُرابٍ مَثَلاً ... إذ بَعَثْنَاه يجي بالمِشــْمَلَهْ
غير فِنْدٍ أرســلوه قَابِساً ... فَثوَى حَوْلاً وسَبَّ العَجَلَهْ
------
-         الفاخر – ابن عاصم (ص: 189)
==========
الفند : إنكار العقل عن كبر في السن
المشملة : كساء يغطي الجسم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق