الثلاثاء، 14 مارس 2017

وأقول ربما تكسب حسنة بمجاملة ، لا كذب فيها

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
وأقول ربما تكسب حسنة بمجاملة ، لا كذب فيها
صحيح أن المجاملة في مدلولها العام إظهار ود ، وإن كان القلب لا يتوافق مع ما يبديه اللسان
ولكنها ربما كانت من باب الإحسان في كثير من الحالات
جاملني وقل إن الله لا يترك أحداً آمن به في ضيق ، فهو من يرفع الكرب عن غير المؤمنين في الدنيا
لن أطيل إخوتي أخواتي ، وسأسوق مثلا من حادثة ربما عاشها الكثيرون وعشتها منذ أيام ، وهي وجه من أوجه من أحب البلاء لسواه ، وكرهه لنفسه ، سواء كان قاصدا متعمداً أو غير قاصد
دخلت لصيدلية - وليسامحني أصدقائي وطلابي من الصيادلة – لقربها من مكان وجودي وطلبت نوعا من الدواء شاع استخدامه ومن النادر فقدانه ،ولكني وكأني أخطأت وأظهرت ما يجب كتمانه – قلت أرغب به لشركة معينة – انتفض وقال : غير متوفر ، قلت شكراً . قال : لا ولن تجده قلت شكراً ، وتابع لا لا وقريباً لن تجد في السوق أمثاله
لم أجب ، ولن أطعن عليه
وجدت الدواء عند أقرب صيدلة مجاورة
تذكرت أن طلاب الصيدلة – ومن درست وسكنت معه صيدلي متفوق في مهنته حفظه الله ورعاه - أيام كنت في الجامعة يدرسون إضافة لمواد الاختصاص شيئاً عن التجارة وشيئا آخر عن علم النفس
حتى يكون الصيدلي ابن علم ، وابن سوق فالأمران لازمان
عرضت الحكاية لرغبتي بأن لا نغلق أبواب الفرج أمام الناس
لذا أقول لمن توقعنا حاجتنا عنده جاملني وقل لي ابحث …..
ترى هل نسر بكلمة ما في ، لا تدور ، مقطوع
وهذا الكلام ينسحب على مناحي الحياة وحاجات الناس المتنوعة
قال رجل من عبد القيس:
جامل الناس إذا ما جئتهم ... إنما الناس كأمثال الشــــّجر
منهم المذموم فـي منظره ... وهو صلب عوده حلو الثّمر
وترى مـــــــنه أثيثا نبته ...  طعمه مرّ وفي العود خور
وحتى مجاملة العدو لازمة
جامل عــــــــدوك كي يلين حقده ... فكيف بعض البعض من إيذائكما
احفظ صديقك ما اســتطعت فإنه ... أدرى بطرق الضر مـــن أعدائكا
--------------
-         نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب (5/ 585)
=========
الأثيث : النبات الكثير الملتف

الخَوْرُ: مصب المياه الجارية في البحر إذا اتسع وعرض. والخَوّارُ: عَيْبٌ في كل شيء إلا في هذه الأشياء، ناقة خَوّارةٌ، وشاة خَوَارةُ: كثيرة اللبن، ونخلة خَوّارة أي: صفي كثيرة الحمل، وبعير خَوّارٌ: رقيق حسن والخور: رخاوة وضعف في كل شيء، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق