الأحد، 22 يناير 2017

الصمت والكلام

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
نعمة أن اللسان مقصور تأثيره على القريب الحاضر، وهو لا يتعدى سامعه
يستثنى من ذلك من شاء الله أن يبقى نداءهم مسموع حتى يرث الأرض ومن عليهم
قال الله تعالى : وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴿٢٧﴾
والناس في الكلام : فريق  يلازم السكوت والناس راغبة إليه في الكلام
نقل عن الشعبي رحمه الله قوله : ما سمعت متكلما على منبر قط تكلم فأحسن إلا تمنيت أن يسكت خوفا من أن يسيء، إلا زيادا، - ابن أبي سفيان - فإنه كان كلما أكثر كان أجود كلاما.
وفريق امتهن الكلام والناس راغبة في صمته ، لا يبالي بأحد فقه ما يقول أم لا ، ضر كلامه ، أم نفع
وأخطر الفرقين من وهبه الله لسانا ومنطقاً حلوا يجذب من سمعه ، لا يمله السامع ، واستخدمه في اشاع الباطل بصورة الحق
وقد نقل عن أرسطو قوله : من لازم السكوت ، فإنه قد اختار ذلك ، إما بجهل أو بعلم ، فإن سكت بعلم فقد نطق بصدق 0 وإن سكت بجهل فإنه قد كذب
عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ  قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟
==========

-         مسند الإمام أحمد (36/ 383)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق