صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إخوتي
أخواتي
ضيق
أحوال الناس وضعف الثقة بالله أبعد الناس عن ممارسة البرّ والإحسان
وفي
المعرة عندنا يقولون
صديقي
المانفعني وأنا حي إيش سوي بيه عند ردّات التراب
وحتى
لحظات ردّ التراب لا تُنْتَظر ولا ترجى الفائدة ، فحينما يكون المتوفى في أمس
الحاجة لأهله وأصحابه ، تجدهم صفا يردون التعزية على المعزين ،
قال
: شو عيب
ومن
أظهروا حبه يناديهم يستغيث بهم ، لا تغادروا ، أنا أُسأل الآن ، يا أحبابي
استغفروا الله لي ، هي وصية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لكم
أين
أنتم
ليتكم
أجلت دفني لحظات حتى انصرف الناس ، وقعدتم متحلقين حول القبر مستغفرين
أقول
هذه الصورة المتكررة ، صورة من صور البلاء الذي نحن فيه
إذا
كنا لا نرأف بحال أحبابنا الذين رحلوا
فكيف
نرأف بمنهم أحياء
ولا
تقولوا : الحي أبقى من الميت
أقول
: وماذا فعلنا مع الأحياء ؟
- ننفر
ولا نبشر
- استحباب
للبخل على أقل الكرم
- حتى في
إغاثة ملهوف ، نفعلها ونأخذ عليها ما تيسر من مال
- لو
استطاع التجار ، أن يحصل على كل ما لدى
الشاري من مال ، لفعل
لما
رجع الشيخ شهاب الدين السهروردي رحمه الله من الشام إلى بغداد ، وجد صورة كالتي
ذكرت وكانت الأيام أيام بلاء
جلس
على عادته وأخذ يقلل أحوال الناس ويهضم جانب الرجال ويقول إنه ما بقي من يجاري وقد
خلت الدنيا وأنشد:
ما
في الصحاب أخو وجدٍ نطارحه ... حديث نجدٍ ولا خلٌّ نجـــــــــاريه
فصاح
من أطراف المجلس رجل عليه قباء وكلوتة – قبعة - فقال يا شيخ كم تنتقص بالقوم والله
إن فيهم من لم يرض أن يجاريك وقصاراك أن تفهم ثم قال :
ما
في الصحاب وقد سارت حمولهم ... إلا محبٌّ له فـــــــــــي الركب محبوب
ترى
أي البيتين أصدق في زمننا
=======
- نشوار
المحاضرة وأخبار المذاكرة – التنوخي (2/ 275)
- ثمرات
الأوراق في المحاضرات – ابن حجة الحموي (1/ 54)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق