صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إخوتي
أخواتي
وفي
زيارتنا أخوتي أخواتي لمن نحب ممن فارقنا وغدا تحت التراب
يجدر
أن نعلم
ولنكن
على ثقة أن زيارتنا ليست عبسا نفعله ، ربما كانت أقل الواجب تجاه من فقدنا
- البكاء عند القبر : لقد كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ أَخِيهِ كَثِيرًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى!
- البكاء عند القبر : لقد كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ أَخِيهِ كَثِيرًا، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَحْيَى!
كَمْ
تَبْكِي؟ فَقَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَهُ مِنَ الدُّنْيَا؛ غَيْرَ أَنِّي
أَتَخَوَّفُ أَنْ لَا أَلْقَاهُ فِي الْآخِرَةِ
-
في زيارة من فارقنا
من أحبتنا يقول ابن عبد البر : ثبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال: "ما من مسلم يمر على
قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه
السلام". وعن أبي هريرة ما من رجل يزور قبر أخيه فيسلم
عليه ويقعد عنده إلا رد عليه السلام وأنس به حتى يقوم من عنده رواه أبو الشيخ
والديلمي.
-
وقد شرع النبي صلى
الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم
سلام
من يخاطبونه، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل،
ولولا ذلك لكان هذا الخطاب منزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا وقد
تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به
قال ابن تيمية: الميت يسمع في الجملة
كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال
دون حال، كما قد يعرض للحي فإنه يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه، وقد لا يسمع لعارض
يعرض له ، واستدل الشيخ ابن عثيمين لذلك بالحديث الذي
نقله ابن القيم عن ابن عبد البر. والميت يستفيد من هذا
السلام تخفيف العذاب، لأن السلام على أهل القبور بمعنى السلامة، قال ابن عثيمين رحمه الله: والسلامة لأهل القبور
تكون من العذاب، فقد يكون الإنسان
معذباً في قبره ولو عذاباً خفيفاً
-
قال ابن أبي الدنيا في كتاب القبور: باب
معرفة الموتى بزيارة الأحياء: عن زيد بن
أسلم عن عائشة رضي الله عنها
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يزور قبر
أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم". وقد علم النبي صلى
الله عليه وسلم أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من
المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم،
والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية.
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردوا إن لم يسمع المسلم الرد
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردوا إن لم يسمع المسلم الرد
-
زيارة الميت يوم
الجمعة وقبل الجمعة بيوم وبعدها بيوم ، حدث محمد بن الحسين قال
ونقل
رجل من آل عاصم الجحدري قال: رأيت عاصماً الجحدري في
منامي بعد موته بسنتين فقلت: أليس قد مت؟ قال:
بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي
نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله
المزني فنتلقى أخباركم،
قال: قلت: أجسادكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح،
قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم؟ قال: نعم نعلم بها عشية الجمعة كله ويوم
السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها؟ قال: لفضل يوم الجمعة
وعظمته.
وحدث حسن القصاب قال: كنت أغدو محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتي الجبان ، فنقف على القبور، فنسلم عليهم، وندعو لهم ثم ننصرف، فقلت: ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين، قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها
وحدث حسن القصاب قال: كنت أغدو محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتي الجبان ، فنقف على القبور، فنسلم عليهم، وندعو لهم ثم ننصرف، فقلت: ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين، قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها
ويكفي
دليلا في هذا تسمية المسلم عليهم زائراً، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً،
فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره..
اللهم
ارحم موتانا
ارحم
من غدا تحت التراب من أحبتنا
اجمعنا
ومن نحب في رحمتك
اغفر
لنا ولهم
يا
أرحم الراحمين
ترى
هل نسينا أحبابنا ؟ أم أنهم ذاكرتنا ؟
ترى
أخي أختي ألم يشدك الشوق والحنين كي تسمع صوتك من تحب ؟
ترى
ألسنا بحاجة لنعلم من تحب بأننا مشتاقون له ؟
ترى
هل لدينا متسع لذرف عبرات صدق ، وبصمت نغسل بها آثار ولو لثواني ، ألم الفراق
نخفف
باستغفارنا عذابا ، ربما وقع ونرفع بدعائنا مقاما نرجوه له من الرحيم الرحمن
وسامحوني
على الإطالة
===
فقد
تكلم عن هذه المسألة العلامة ابن
القيم في كتابه (الروح)
فأطال، ونحن ننقل لك أهم ما ورد باختصار قال ص 5 فما بعدها: هل
تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟ قال ابن
عبد البر ثبت عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من مسلم
يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد
عليه السلام".
وفي الصحيحين عنه من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: "يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً" فقال له عمر: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا! فقال: "والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جواباً".
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب منزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به.
قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور: باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء: حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الله بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشةرضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم".
حدثنا محمد بن قدامة الجوهري حدثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعدحدثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام.
حدثنا محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام الأصغر حدثنى مسمع حدثني رجل من آل عاصم الجحدري قال: رأيت عاصماً الجحدري في منامي بعد موته بسنتين فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم، قال: قلت: أجسادكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم؟ قال: نعم نعلم بها عشية الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.
وحدثنا حمد بن الحسين حدثنا بكر بن محمد حدثنا حسن القصاب قال: كنت أغدو محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتي الجبان ، فنقف على القبور، فنسلم عليهم، وندعو لهم ثم ننصرف، فقلت: ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين، قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها.. وذكر آثاراً كثيرة ثم قال: وهذا باب في آثار كثيرة عن الصحابة، وكان بعض الأنصار من أقارب عبد الله بن رواحة يقول: اللهم إني أعود بك من عمل أخزى به عند عبد الله بن رواحة كان يقول ذلك بعد أن استشهد عبد الله ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائراً، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً، فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره.. هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم، وكذلك السلام عليهم أيضاً، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال، وقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية.
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردوا إن لم يسمع المسلم الرد، وإذا صلى الرجل قريباً منهم شاهدوه، وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك.
قال يزيد بن هارون: أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي أن ابن ساس خرج في جنازة في يوم، وعليه ثياب خفاف فانتهى إلى قبر، قال: فصليت ركعتين ثم اتكأت عليه، فوالله إن قلبي ليقظان إذ سمعت صوتاً من القبر: إليك عني لا تؤذني، فإنكم قوم تعملون ولا تعلمون، ونحن قوم نعلم ولا نعمل، ولأن يكون لي مثل ركعتيك أحب إلي من كذا وكذا، فهذا قد علم باتكاء الرجل على القبر وبصلاته. وقال: وهذه المرائي وإن لم تصح بمجردها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها، وأنها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر. يعني: ليلة القدر".
فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطؤ روايتهم له وكتواطؤ رأيهم على اسحتسانه واستقباحه، وما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوه قبيحاً فهو عند الله قبيح على أنا لم نثبت هذا بمجرد الرؤيا، بل بما ذكرناه من الحجج وغيرها. وقال: وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه فروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص هو في سياق الموت، فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك رسول الله بكذا، فأقبل بوجهه، فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإني على أطباق ثلاث... ثم ذكر الحديث، وفيه: فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسنوا على التراب سنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأنظر ما أراجع به رسل ربي، ثم قال: فدل على أن الميت يستأنس بالحاضرين عند قبره، ويسر بهم.
وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم وقت الدفن، قال عبد الحقيروى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة، وقال: ويدل على هذا أيضاً ما جرى عليه عمل الناس قديماً، وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة، وكان عبثاً. وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه الله فاستحسنه واحتج عليه بالعمل.
وفي الصحيحين عنه من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: "يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً" فقال له عمر: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا! فقال: "والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جواباً".
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب منزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به.
قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور: باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء: حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الله بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشةرضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم".
حدثنا محمد بن قدامة الجوهري حدثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعدحدثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام.
حدثنا محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام الأصغر حدثنى مسمع حدثني رجل من آل عاصم الجحدري قال: رأيت عاصماً الجحدري في منامي بعد موته بسنتين فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم، قال: قلت: أجسادكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم؟ قال: نعم نعلم بها عشية الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.
وحدثنا حمد بن الحسين حدثنا بكر بن محمد حدثنا حسن القصاب قال: كنت أغدو محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتي الجبان ، فنقف على القبور، فنسلم عليهم، وندعو لهم ثم ننصرف، فقلت: ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين، قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها.. وذكر آثاراً كثيرة ثم قال: وهذا باب في آثار كثيرة عن الصحابة، وكان بعض الأنصار من أقارب عبد الله بن رواحة يقول: اللهم إني أعود بك من عمل أخزى به عند عبد الله بن رواحة كان يقول ذلك بعد أن استشهد عبد الله ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائراً، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً، فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره.. هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم، وكذلك السلام عليهم أيضاً، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال، وقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية.
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردوا إن لم يسمع المسلم الرد، وإذا صلى الرجل قريباً منهم شاهدوه، وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك.
قال يزيد بن هارون: أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي أن ابن ساس خرج في جنازة في يوم، وعليه ثياب خفاف فانتهى إلى قبر، قال: فصليت ركعتين ثم اتكأت عليه، فوالله إن قلبي ليقظان إذ سمعت صوتاً من القبر: إليك عني لا تؤذني، فإنكم قوم تعملون ولا تعلمون، ونحن قوم نعلم ولا نعمل، ولأن يكون لي مثل ركعتيك أحب إلي من كذا وكذا، فهذا قد علم باتكاء الرجل على القبر وبصلاته. وقال: وهذه المرائي وإن لم تصح بمجردها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها، وأنها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر. يعني: ليلة القدر".
فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطؤ روايتهم له وكتواطؤ رأيهم على اسحتسانه واستقباحه، وما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوه قبيحاً فهو عند الله قبيح على أنا لم نثبت هذا بمجرد الرؤيا، بل بما ذكرناه من الحجج وغيرها. وقال: وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه فروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص هو في سياق الموت، فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك رسول الله بكذا، فأقبل بوجهه، فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإني على أطباق ثلاث... ثم ذكر الحديث، وفيه: فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسنوا على التراب سنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأنظر ما أراجع به رسل ربي، ثم قال: فدل على أن الميت يستأنس بالحاضرين عند قبره، ويسر بهم.
وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم وقت الدفن، قال عبد الحقيروى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة، وقال: ويدل على هذا أيضاً ما جرى عليه عمل الناس قديماً، وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة، وكان عبثاً. وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه الله فاستحسنه واحتج عليه بالعمل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق