الأحد، 22 يناير 2017

نقول ما لا نفعل ، ونذم ما نحب

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
نقول ما لا نفعل ، ونذم ما نحب
هل هو شكل من النفاق ، أم أسلوب تقية نبعد به أذى متوقعا ، أو نبتغي به تحقيق ما نخفي
الحطيئة الشاعر كان من أكثر الناس ذماَ للبخل في شعره ، إلا أنه عرف بالبخل واشتهر به مر به ابن حمامة، وهو جالس في فناء بيته، فقال: السلام عليكم، فقال: قد قلت ما لا ينكر، قال: خرجت من أهلي بغير زاد قال: ضمنت لأهلك قراك، قال: أفتأذن لي أن آتي ظل بيتك؟ قال: دونك الجبل يقيك ظله، قال: أنا ابن الحمامة، قال: انصرف، وكن ابن أي طائر شئت.
وفي ذم البخل قال
قَبَحَ الإِلَهُ بَني بِجادٍ إِنَّـــــــــــــــــهُم  *  لا يُصلِحونَ وَما اِستَطاعوا أَفســـَدوا
بُلُدُ الحَفيظَةِ واحِـــــــــــــدٌ مَولاهُمُ   *   جُمُدٌ عَلى مَن لَيـــــــسَ عَنهُ مُجمَدُ
أَغمارُ شُـــــــمطٍ لا تَثوبُ حُلومُهُم   *   عِــــــــــــندَ الصَباحِ إِذا تَعودُ العُوَّدُ
فَإِذا تَقَطَّعَتِ الوَســـــــــــــائِلُ بَينَنا   *   فَبِمـــــــــــــــا جَنَت أَيديهِمُ فَليَبعَدوا
مــــَن كانَ يَحمَدُ في القِرى ضِفانُهُ   *   فَبَنو بِجادٍ فــــــي القِرى لَم يُحمَدوا
ومن البلاء الحزن بزل ما باستطاعتنا للوصول لمنصب ما ، تبكي على زواله قلوبنا ونظهر السعادة والراحة الكاذبة أمام الناس
ورحم الله القائل :
عندي حديث طريف ... بـــــــــــــمثله يتغنّى
فـــي قاضيين يعزّى ... هــــــــذا وهذا يهنّى
هذا يقول اكرهونـــا ... وذا يقول اســـترحنا
ويــــــكذبان ونهذي ... فمن يصدّق مـــــــنّا
========
-         تاريخ دمشق لابن عساكر (72/ 65)
-    حدائق الأزاهر - الغرناطي (ص: 9)
-         كنز الدرر وجامع الغرر (9/ 311)
-         المحاضرات والمحاورات - السيوطي(ص: 211)
-         المحاسن والأضداد (ص: 76)

ويلاحظ شدة بخل الحطيئة حتى في رد السلام لاعتقاده أن الرد ربما كان مدعاة للكرم
ومع هذا يقول :
ولست أرى السعادة جمع مال  ولكنّ التقي هو الســـــــــــعيد
وتقوى الله خير الزّاد ذخـــرا   وعند الله للأتقى مزيـــــــــــد
ومـــــــا لا بدّ أن يأتي قريب  ولكنّ الذي يمضي بــــــــــعيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق