الثلاثاء، 10 يناير 2017

أول العقلاء الحمقى

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
أول العقلاء الحمقى
وفي المعرة عندنا يقولون : شكارة بالطهارة نبول في اللباس
والمقصود منها اثبات الحماقة على المرء ، الذي يدرك بنفسه أنه أحمق ، ومع هذا فهو مصر على حماقته
وما أكثر هذه الصور في مجتمعات المسلمين
نسير في طرق لا ترضي الله ، ونحن نعلم
جربنا ونجرب كل السبل إلا طريق ربنا
لا ، ومنا من ربى أولاده على ذلك
تقول لابنك أن مخطئ ، فيجيبك حسماً للنقاش ، بعرف
وتقول لآخر لا تغش : بقلك الدنيا صارت هيك
وتقول : افعل المعروف : بجوابك ما تم حدا بيستاهل
وحين تسمع في مجلس من يصف الخطأ الذي أنت عليه، خلاصته النهي عن أمر يغضب الله
لا نشغل الفكر حتى وفي أمر بسيط نبدأ به صفحة نقية مع ربنا
بل تسمع من يقول : ليك ، ولوه ، هو وين ونحنا وين
قد تكون المشكلة إخوتي أخواتي في الاثنين
أحدهما انحرف عن اصلاحه نفسه ، والثاني ناصح فقد الخلاص في القول والعمل
وهنا أذكر من قرأ كلماتي بأن أول من ارتكب الحماقة أو من فعلها ، وهو يعلم كان إبليس فكان
إبليس، كان متعبداً وقيل مؤذناً للملائكة فظهر منه من الحمق والغفلة ما يزيد على كل مغفل، فإنه لما رأى آدم مخلوقاً من طين، أضمر في نفسه لئن فضل عليه ليهلكنه، ولئن فضل علي لأعصينه. ولو تدبر الأمر لعلم أنه كان الاختيار قد سبق لآدم لم يطق مغالبته بحيلة ولكنه جهل القدر ونسي المقدار.
============
-       أخبار الحمقى والمغفلين – ابن الجوزي (ص: 63)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق