الأحد، 22 يناير 2017

هناك من قتله العجز ، وآخرون قتلهم التنافس

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إخوتي أخواتي
وأقول سبحان الله ننافس فيما قسم لنا ولن يجدي التنافس فيه ، ونهمل أنفسنا في طلب غير المقسوم من التنافس وكان بمقدورنا الاستزادة منه ما شئنا
هناك من قتله العجز ، وآخرون قتلهم التنافس
والحق أن التنافس عبارَة عَن طلب الْأَنْفس من الأمور ، وفيها يتباين الناس
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ: كَانَ يُقَالُ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا تَبَايَنُوا، فَإِذَا تَسَاوَوْا؛ فَقَدْ هَلَكُوا.
وقَالَ ابْنُ الأَثير: مَعْنَاهُ أَنهم إِنَّمَا يَتَسَاوَوْن إِذَا رَضُوا بالنَّقْصِ وَتَرَكُوا التَّنافُس فِي طَلب الْفَضَائِلِ ودَرْكِ المَعالي
أما يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا دَامَ يَخْتَلِجُ فِي صَدْرِ الرَّجُلِ شَيْءٌ فَيَجِدُ مَنْ يُفَرِّجُ عَنْهُ.
لَولا التَنافُسُ في الدُنيا لَما وُضِعَت * كُتبُ القَنـاطِرِ لا المُغني وَلا العُمَدُ
حثنا الله على التنافس إذا كان باعثًا لنا على طلب المحاسن ، وذلك كقول الله تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)
أما فيما قسم ولن تفيد مطلقاً السرعة بل المشي الهادئ فيه قال الله : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ
لنجرب اليوم في أن ننافس في بر أمهاتنا ، لنفتح به باباً للفرج ، ولا خلاف إن كانت في الحياة نقبل قدميها نطلب رضاها ، وإن كانت غادرتنا نستغفر لها ، فالبر أبوابه لا تغلق
=======
-         لسان العرب (14/ 409)
-         المجالسة وجواهر العلم – الدينوري
-         الذريعة الى مكارم الشريعة – الأصفهاني (ص: 245)
-         مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل – العز بن عبد السلام (ص: 151)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق