الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

كن واثقا بالله ولا تجعل لإبليس عليك سبيل

كن واثقا بالله
ولا تجعل لإبليس عليك سبيل
ولا يعتريك الشك في تبديل الحال
ولنتذكر أن الْإِيمَانُ نِصْفَانِ: نِصْفُ صَبْرٍ وَنِصْفُ شُكْرٍ
اقرأ إن شئت تاريخ الأمم كلها ، فلا أشك أنك ستخرج بالحقيقة التي لا بد من حصولها أن الحق منتصر
استغرب ما شئت ، وإن شئت ، ولكن إن تريثت هديت للحقيقة التي لا بد حاصلة ،أن الله جاعل : بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا 
ومن كتاب الله نتعلم :
ففي سورة البقرة جاءت آية الابتلاء بعد آية الشكر قال الله تعالى ، وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ (154) واقرؤا إن الآيات التي قبلها ستجدوا أن الله يخبرنا عن جراء الشاكرين ومن المعلوم أن جراء الشكر الزيادة ، ولقد قال الله تعالى :  وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴿٧﴾ سورة إبراهيم –
فكيف أعقبت آية الشك الحديث عن الابتلاء ، قال الإمام الرازي وكأن الله تعالى يخبرنا أَنَّ إِكْمَالَ الشَّرَائِعِ هو إِتْمَامُ للنِّعْمَةِ، فَكَانَ ذَلِكَ مُوجِبًا لِلشُّكْرِ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ الْقِيَامَ بِتِلْكَ الشَّرَائِعِ لَا يُمْكِنُ إِلَّا بِتَحَمُّلِ الْمِحَنِ
فكل مصيبة للمؤمن يعقبها الفرج الذي لا شك فيه
ودعوني أضرب لك مثلا من حياة أم المؤمنين أُمِّ سَلَمَةَ هِنْد بنت أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم
قالت لقد سمعت من رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلًا سُررْتُ بِهِ.
قَالَ: "لَا يُصِيبُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعُ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أجُرني فِي مُصِيبَتِي واخلُف لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا فُعِل ذَلِكَ بِهِ".
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَحَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ ، وسُررْتُ بِهِ
فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ اسْتَرْجَعْتُ وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخَلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي.
فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ لِي خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟
فَلَمَّا انْقَضَتْ عدَّتي اسْتَأْذَنَ عَلِيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أَدْبُغُ إِهَابًا لِي - فَغَسَلْتُ يَدِي مِنَ القَرَظ  وَأَذِنْتُ لَهُ، فَوَضَعْتُ لَهُ وِسَادَةَ أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ، فَقَعَدَ عَلَيْهَا، فَخَطَبَنِي إِلَى نَفْسِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ مَقَالَتِهِ
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا بِي أَلَّا يَكُونَ بِكَ الرَّغْبَةُ، وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ، فِيَّ غَيْرة شَدِيدَةٌ، فَأَخَافَ أَنْ تَرَى مِنِّي شَيْئًا يُعَذِّبُنِي اللَّهُ بِهِ، وَأَنَا امْرَأَةٌ قَدْ دخلتُ فِي السِّنِّ، وَأَنَا ذَاتُ عِيَالٍ
فَقَالَ: "أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ فَسَوْفَ يُذهبها اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ عَنْكِ. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ السِّن فَقَدْ أَصَابَنِي مثلُ الذِي أَصَابَكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْعِيَالِ فَإِنَّمَا عِيَالُكِ عِيَالِي".
قَالَتْ: فَقَدْ سلَّمْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَتَزَوَّجَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت أُمُّ سَلَمَةَ بَعْدُ: أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِأَبِي سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْهُ، رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ونحن أخوتي أخواتي نثق أن بعد هذا العسر فرجا هو أرجى مما نحلم ونتصور
فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَنَسُ الْإِيمَانُ نِصْفَانِ نِصْفٌ شُكْرٌ، وَنِصْفٌ صَبْرٌ»
-------------------------------------------------------
-تفسير ابن كثير (1/ 468)
-تفسير الرازي - مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (4/ 128)
-مسند الشهاب القضاعي (1/ 127)
-شعب الإيمان - البيهقي(12/ 193)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق