الجمعة، 11 سبتمبر 2015

إنهم لا يموتون

إنهم لا يموتون
عجيب هو نصر الله إذا نصر
وعجيب أمره إن خذل
قد ينصرك في ضعف ، وقد يخذلك وأنت في قوة
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ...... وَلا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ
حالات كثيرة كان المسلمون أقل ونصروا ، وفي معارك أخرى فاق عددهم اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا بكثير ولم ينصروا
لقد دخل المسلمون وسط آسية منذ عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفي بداية العقد الثالث الهجري وحققوا الانتصار والانتصار حتى تغيرت النفوس في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وتحزب الناس في نقطة انطلاق الجيوش ( مدينة الكوفة ) بعض مع وبعضهم ضد
فتحولت المعارك بين نصر أو هزيمة
إلا أن الله نصر هذه الأمة بالرعب وإن كانت ظاهراً مهزومة ، فهي منتصرة بالرعب وأسوق لكم قصة تكشف هذا الرعب التي أودعه الله قلوب أعداء هذه الأمة
لقد دخل عبد الرحمن بن ربيعة مجاهدا ومتجاوزا بلاد ما وراء النهر ( نهر سيحان أو المعروف اليوم بنهر سيراداريا )
قيل : لما دخل عليهم عبد الرحمن بْن ربيعة يريد غَزَو بَلَنْجَرَ ، قال الترك : ما اجترأ علينا هذا الرجل الا ومعه الملائكة تمنعه من الموت، قوى هذا الاعتقاد الانتصارات السابقة التي حققها المسلمون ، ولَمَّا تَتَابَعَتْ عَلَيْهِمْ الغزوات تَذَامَرُوا وَقَالُوا: كُنَّا أُمَّةً لَا يُقْرَنُ بِنَا أَحَدٌ، حَتَّى جَاءَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ الْقَلِيلَةُ فَصِرْنَا لَا نَقُومُ لَهَا.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَمُوتُونَ وَمَا أُصِيبَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي غَزْوِهِمْ. وَقَدْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ غَزُوهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ فَلَمْ يُقْتَلْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَلِهَذَا ظَنُّوا أَنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ.
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَفَلَا تُجَرِّبُونَ؟ فَكَمَنُوا لَهُمْ فِي الْغِيَاضِ، فَمَرَّ بِالْكَمِينِ نَفَرٌ مِنَ الْجُنْدِ فَرَمَوْهُمْ مِنْهَا فَقَتَلُوهُمْ، فَتَوَاعَدَ رُءُوسُهُمْ إِلَى حَرْبِهِمْ ثُمَّ اتَّعَدُوا يَوْمًا.
وعندما تأكد التُّرْكُ من أن الموت يصيب المسلمين كما يصيب غيرهم اجْتَمَعَوا مَعَ الْخَزَرِ، وقَاتَلُوا الْمُسْلِمِينَ قِتَالًا شَدِيدًا وَقُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو النُّورِ، وَهُوَ اسْمُ سَيْفِهِ، فَأَخَذَ أَهْلُ بَلَنْجَرَ جَسَدَهُ وَجَعَلُوهُ فِي تَابُوتٍ ليَسْتَسْقُوا بِهِ ، عند انحباس المطر
--------------------------------------------------
-تاريخ الطبري (4/ 158)
-مسند الإمام أحمد (4/ 419)
-الكامل في التاريخ – ابن الأثير(2/ 503)
-البداية والنهاية – ابن كثير (7/ 124)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق