الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وجدل مع الملائكة

إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام وجدل مع الملائكة
ولنعلم أن لَا طَرِيقَ إِلَى صَوْنِ النَّفْسِ عَنِ الْوُقُوعِ فِي عَذَابِ اللَّه إِلَّا بِالتَّوْبَةِ
هول جدل دار بين سيدنا إبراهيم عليه السلام والملائكة المأمورة بإيقاع العقاب على قوم سيدنا لوط عليه السلام
ولَعَلَّ موضوع الجدل يدل على رحمة سيدنا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فكان جداله مع الملائكة عَنْ لَفْظِ ذَلِكَ الْأَمْرِ الذي جاء به الملائكة من رب العزة جلَّ جلاله ، أكَانَ ذَلِكَ الْأَمْرُ مَشْرُوطًا بِشَرْطٍ ، وكانت غاية سيدنا إبراهيم  من ذلك تأخير العذاب علّ قوم سيدنا لوط يتوبون فَيُرفع عنهم
ولهذ وصفه الله تعالى بقوله : إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ وَهَذَا مَدْحٌ عَظِيمٌ مِنَ اللَّه تَعَالَى لِإِبْرَاهِيمَ
فالْحَلِيمُ هُوَ الَّذِي لَا يَتَعَجَّلُ بِمُكَافَأَةِ غَيْرِهِ على أساء فيه ، بَلْ يَتَأَنَّى فِيهِ فَيُؤَخِّرُ ، أوَيَعْفُو
ومن حوار سيدنا إبراهيم مع الملائكة تأتينا نحن البشرى
قَالَ إِبْرَاهِيمُ : للملائة أَتُهْلِكُونَ قَرْيَةً فِيهَا ثَلَاثُمِائَةِ مُؤْمِنٍ؟
قَالُوا: لَا
قَالَ: أَفَتُهْلِكُونَ قَرْيَةً فِيهَا مِائَتَا مُؤْمِنٍ؟
قَالُوا: لَا
قَالَ: أَفَتُهْلِكُونَ قَرْيَةً فِيهَا أَرْبَعُونَ مُؤْمِنًا؟
قَالُوا: لَا
قَالَ: ثَلَاثُونَ؟
قَالُوا لَا حَتَّى بَلَغَ خَمْسَةً
قَالُوا: لَا
قَالَ: أَرَأَيْتُكُمْ إِنْ كَانَ فِيهَا رَجُلٌ وَاحِدٌ مُسْلِمٌ أَتُهْلِكُونَهَا؟
قَالُوا: لَا
فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ ذَلِكَ : {إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ} الْآيَةَ [الْعَنْكَبُوتِ:32]
فَسَكَتَ عَنْهُمْ وَاطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ
فسبحان الرحيم الرحمن
------------------------------------
- تفسير الرازي (18/ 377)
- تفسير ابن كثير (4/ 335)
- الكامل في التاريخ (1/ 107)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق