الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

إن نسيت فالناس تتذكر

إن نسيت فالناس تتذكر
وعندنا في المعرة مثل عامي يقول : ( قال يا يامو أصلينا ، قالت يا ابني ليموتوا إلِّي بيعْرفونا )
ومن الأمثلة على ذلك حوار دار بين حويطب بن عبد العزى العامري ووالي المدينة المنورة مروان بن الحكم وكان حويطب بن عبد العزى العامري قد عاش عشرين ومائه سنه، ستين سنه في الجاهلية وستين في الاسلام فلما ولى مروان بن الحكم المدينة ، فدخل عليه حويطب يوما بعد ذلك، فتحدث عنده
فقال مروان: ما سنك؟ فاخبره
فقال له مروان: تأخر اسلامك ايها الشيخ حتى سبقك الاحداث
فقال حويطب: الله المستعان، لقد هممت بالإسلام غير مره كل ذلك يعوقني ابوك عنه وينهاني، ويقول: تضع شرفك، وتدع دين آبائك لدين محدث وتصير تابعا!
قال: فاسكت والله مروان، وندم على ما كان قال له
ثم قال له حويطب: أما كان اخبرك عثمان ما لقى من ابيك حين اسلم، فازداد مروان غما، ثم قال حويطب:
ما كان من قريش احد من كبرائها الذين يقوا على دين قومهم الى ان فتحت مكة، كان اكره لما هو عليه منى، ولكن المقادير ولقد شهدت بدرا مع المشركين، فرأيت عبرا، رأيت الملائكة، تقتل وتأسر بين السماء والارض، فقلت: هذا رجل ممنوع، ولم اذكر ما رأيت فانهزمنا اجمعين الى مكة، فأقمنا بمكة وقريش تسلم رجلا رجلا ، فلما كان يوم الحديبية حضرت، وشهدت الصلح، ومشيت فيه حتى تم، وكل ذلك اريد الاسلام ويأبى الله جل وعز الا ما يريد
----------------------------------------------------------------
- المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – ابن الجوزي (5/ 273)
- تاريخ الطبري (11/ 517)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق