السبت، 19 سبتمبر 2015

ذئب يدعو إلى الله

الذئب يدعو إلى الله
دعا أبو سفيان لله فأنكر ودعا رافع بن عميرة بن جابر فآمن
وهذه هي الدنيا ، فهناك دعاة للجنة
وآخرون يسوقون الناس إلى جهنم ما استطاعوا
استعجال اللذة سبيل دعاة أهل النار
واللذة هنا على إطلاقها – الجاه والسلطة ومتعلقاتها من الحصول على ملذات آنية تزول بزوال الإحساس بها
وربما لو انتظر صاحبها لجاءته طائعة ذات ديمومة 
حتى أن شريعة الغاب قد لا تروق لهم فالقاتل المفترس إن أحس بالشيع توقف عن القتل
أما دعاة الشيطان فالنهامة غير المحدودة حالهم حتى عند الإحساس باقتراب الأجل
وأعجب ما فيهم إدراك الحق وسلوك الباطل
فقد روي أن أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية خرجا من مكة فإذا هما بذئب يكد ظبية حتى إن نَفسه كاد أن يبلغ ظهر الظبية أو شبيهاً بذلك إذ دخل الظبي الحرم فرجع الذئب، فقال أبو سفيان: ما أرض سكنها قوم أفضل من أرض أسكنها الله إيانا، أما رأيت ما صنع الذئب أعجب منه حين رجع!
فقال الذئب: أعجب من ذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بالمدينة يدعوكم إلى الجنة وتدعونه إلى النار.
فقال أبو سفيان: واللات والعزى لئن ذكرت ذلك بمكة لنتركها خلواً.
وذكروا أيضا أن رافع بن عميرة بن جابر كان يرعى غنماً إذ غار الذئب عليها فاحتمل أعظم شاة منها فشد عليه رافع ليأخذها منه وقال: عجباً للذئب يحتمل ما حمل!
قال: فأقعى الذئب غير بعيد وقال: أعجب منه أنت أخذت مني رزقاً رزقنيه الله تعالى.
فقال رافع: يا عجباً للذئب يتكلم!
فقال الذئب: أعجب من ذلك الخارج من تهامة يدعوكم إلى الجنة وتأبون إلا دخول النار.
فأقبل الرجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وقد جاءه جبريل، عليه السلام، فأنبأه بما كان، فقص النبي، صلى الله عليه وسلم، ما كان فآمن وصدق وقال:
رعيت الضأن أحميها بنفـــسي ... مـــن اللص الخفي وكل ذيب
فلمــــا أن رأيت الذئب يعوي ... وبشـــــرني بأحمد من قريب
يبشرني بدين الحق حتــــــى ... تبينت الشـــــــــــريعة للمنيب
رجعت له وقد شمرت ثوبي ... عـــــن الكعبين معتمداً ركوبي
فألفيت النبي يــــــــقول قولاً ... صواباً ليـــس بالهزل الكذوب
ألا بلغ بني عمرو بن عوفٍ ... وأختهم جديـــــــــلة أن أجيبي
دعاء المصطفى لا شك فيه ...  فإنـــــــك إن تجيبي لا تخيبي
-----------------------------------------------
- المحاسن والمساوئ - البيهقي(ص: 9)
- تاريخ دمشق لابن عساكر (18/ 15)
- الاستيعاب في معرفة الأصحاب – ابن عبد بر(2/ 483)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق