الأحد، 6 سبتمبر 2015

لا لهدية أصلها من حرام

لا لهدية أصلها من حرام
ترى حدَّثنا أنفسنا مرة عن سر ما يهدى إلينا
نعم الرسول عليه الصلاة والسلام قبلها وندب عليها
لكنه منعها لمن تولى أمراً ومسؤولية
وربما كان النساء أكثر حبا للهدية من الرجال
ولعل أم البنين زوج الوليد بن عبد الملك هي إحدى نساء السلف وأنموذجا ممن امتلك القدرة في البحث عن أصل الهدية ومن ثم قبولها أو رفضها
قالت للوليد مرة : يا أمير المؤمنين، اجعل لي هدية مُحَمَّد بن يوسف الثقفي ، فأمر بصرفها إليها، فجاءت رسل أم البنين إلى مُحَمَّد بن يُوسُف الثَّقَفِيّ فيها، فأبى إرسالها
وقال: ينظر إليها أمير المؤمنين فيرى رأيه - وكانت هدايا كثيرة
فأمر الوليد بتوجيهها إليها
ولكنها بعد البحث عادت فقالت: يا أمير المؤمنين ، إنك أمرت بهدايا مُحَمَّد بن يُوسُف الثَّقَفِيّ أن تصرف إلي، ولا حاجة لي بها
قال: ولم؟
قالت: بلغني أنه غصبها الناس، وكلفهم عملها، وظلمهم
ويستدعيه الوليد فيقول : بلغني أنك أصبتها غصبا
قال معاذ الله!
فحمل إلى مكة وأمر فاستحلف بين الركن والمقام خمسين يمينا بالله ما غصب شيئا منها، ولا ظلم أحدا ، ولا أصابها إلا من طيب ، فحلف
فقبلها الوليد ودفعها إلى أم البنين، فمات مُحَمَّد بن يوسف باليمن ، فَأَصَابَهُ دَاء فتقطعت أمعاؤه وأعضاؤه وَمَات
------------------------------------
- تاريخ الطبري (6/ 498)
- سير أعلام النبلاء – الذهبي (5/ 373)
- الوافي بالوفيات - الصفدي(5/ 158)
-----------------------------------------
مُحَمَّد بن يُوسُف الثَّقَفِيّ (أَخُو الْحجَّاج) توفّي سنة مائَة أَو مَا قبلهَا كان أَمِيرا على الْيمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق